صفحة جزء
6206 - وعن جابر - رضي الله عنه - قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " اهتز العرش لموت سعد بن معاذ " .

وفي رواية : " اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ " . متفق عليه .


6206 - ( وعن جابر قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " اهتز العرش " ) : بتشديد الزاي أي تحرك ( " لموت سعد بن معاذ " ) .

[ ص: 4002 ] ( وفي رواية : " اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ " ) . والمعنى اهتز اهتشاشا وسرورا بتقلبه من الدار الفانية إلى الدار الباقية ، وذلك لأن أرواح السعداء والشهداء مستقرها تحت العرش ، تأوي إلى قناديل معلقة هناك ، وقيل : اهتز استعظاما لتلك الواقعة ، وقيل : اهتز وفرح حملة العرش بقدوم روحه ، فأقام العرش مقام حامليه ، وقيل : محمول على ظاهره ، ويكون اهتزازه إعلاما للملائكة بوقوع أمر عظيم . وقال النووي : اختلفوا في تأويله فقال طائفة : هو على ظاهره واهتزاز العرش تحركه فرحا بقدوم روح سعد ، وجعل الله في العرش تمييزا ولا مانع منه كما قال تعالى : وإن منها لما يهبط من خشية الله وهذا القول هو المختار ، وقال المازري ، قال بعضهم : هو على حقيقته لا ينكر هذا من جهة العقل لأن العرش جسم من الأجسام يقبل الحركة والسكون ، وقيل : المراد اهتزاز أهل العرش وهم حملته وغيرهم من الملائكة فحذف المضاف ، والمراد بالاهتزاز الاستبشار ، ومنه قول العرب فلان يهتز للمكارم ، لا يريدون اضطراب جسمه وحركته ، وإنما يريدون ارتياحه إليها وإقباله عليها . وقال الحربي : هو كناية عن تعظيم شأن وفاته ، والعرب تنسب الشيء المعظم إلى أعظم الأشياء فيقولون : أظلمت بموت فلان الأرض ، وقامت له القيامة . وقال جماعة : المراد اهتزاز سرير الجنازة وهو النعش ، وهذا القول باطل ترده الرواية الأخرى ، وإنما أولوا هذا التأويل ; لأنه لم يبلغهم هذه الرواية .

قال المؤلف : سعد بن معاذ الأنصاري الأشهلي الأوسي ، أسلم بالمدينة بين العقبة الأولى والثانية ، وأسلم بإسلامه بنو عبد الأشهل ، ودارهم أول دار أسلمت من الأنصار ، وسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيد الأنصار ، وكان مقدما مطاعا شريفا في قومه ، وهو من أجلة الصحابة وأكابرهم وخيارهم ، شهد بدرا وأحدا ، وثبت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ ، ورمي يوم الخندق في أكحله ، فلم يرقأ الدم حتى مات بعد شهر ، وذلك في ذي القعدة سنة خمس ، وهو ابن سبع وثلاثين سنة ودفن بالبقيع ، روى عنه نفر من الصحابة . ( متفق عليه ) . وفي الجامع : " اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ " . رواه أحمد ومسلم عن أنس ، ورواه أحمد والشيخان والترمذي وابن ماجه - عن جابر .

التالي السابق


الخدمات العلمية