صفحة جزء
6208 - وعن أم سليم أنها قالت يا رسول الله أنس خادمك ادع الله له . قال : اللهم أكثر ماله وولده ، وبارك له فيما أعطيته " . قال أنس : فوالله إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون على نحو المائة اليوم . متفق عليه .


6208 - ( وعن أم سليم ) : وهي أم أنس ( أنها قالت : يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنس خادمك ادع الله له ، قال : ( اللهم أكثر ماله وولده " ) ، بفتحتين وضم فسكون أي : أولاده ( " وبارك له فيما أعطيته " ) أي : من المال والولد ، والبركة زيادة النماء في إفادة النعماء ( قال أنس : فوالله إن مالي لكثير ) ، أي : غاية الكثرة ونهاية البركة على وفق البغية ( وإن ولدي ) ، أي : بلا واسطة ( وولد ولدي ليتعادون ) : بضم الدال المشددة أي : يزيدون في العدد ( على نحو المائة اليوم ) . أي : في هذا الوقت من الحديث ، روي أنه قال : رزقت من صلبي سوى ولد [ ص: 4003 ] ولدي مائة وخمسة وعشرين ، أي : ذكور إلا بنتين على ما قيل ، وإن أرضي لتثمر في السنة مرتين . ذكره ابن حجر في شرح الشمائل . وقال صاحب المشكاة في أسماء رجاله : أنس بن مالك بن النضر الخزرجي كنيته أبو حمزة ، قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ، وهو ابن عشر سنين ، وانتقل إلى البصرة في خلافة عمر ليفقه الناس ، وهو آخر من مات بالبصرة من الصحابة سنة إحدى وتسعين ، وله من العمر مائة وثلاث سنين ، وقيل تسع وتسعون سنة . قال ابن عبد البر : وهو أصح ، ويقال : إنه ولد له مائة ولد ، وقيل ثمانون منهم ثمانية وسبعون ذكرا واثنتان أنثى ، روى عنه خلق كثير اهـ . فما ذكره ابن حجر بظاهره يخالف هذا النقل ، وكذا يخالف ظاهر الحديث لأنه دال على مجموع أولاده ، وأولادهم يتجاوزون عن المائة لا أولاد الأولاد . والله أعلم بالعباد والمراد .

وقال النووي : هذا من أعلام نبوته - صلى الله عليه وسلم - وفيه دليل لمن يفضل الغنى على الفقر ، وأجيب : بأنه يختص بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنه قد بارك فيه ، ومن بارك فيه لم يكن فيه فتنة ، فلم يحصل بسببه ضرر ولا تقصير في أداء حق الله ، وفيه استحباب أنه إذا دعي بشيء يتعلق بالدنيا ينبغي أن يضم إلى دعائه طلب البركة فيه والصيانة ، وقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس أنه دفن من أولاده قبل مقدم الحجاج مائة وعشرين . قلت : وكأنه أراد بأولاده المعنى الأعم الشامل للصلب وغيره ، وإلا لذكر أولاد الأولاد أيضا إذ المقام يقتضيه ، والله أعلم . ( متفق عليه ) . ورواه الترمذي .

التالي السابق


الخدمات العلمية