صفحة جزء
6212 - وعن أبي هريرة قال كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ نزلت سورة الجمعة فلما نزلت ( وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ) . قالوا : من هؤلاء يا رسول الله ؟ قال : وفينا سلمان الفارسي . قال : فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده على سلمان ثم قال لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء . متفق عليه .


6212 - ( وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : كنا جلوسا ) ، أي : جالسين ( عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ نزلت سورة الجمعة ) بضم الجيم والميم ويسكن ( فلما نزلت وآخرين منهم لما يلحقوا بهم قال الطيبي : هذا على أن يكون آخرين عطفا على الأميين يعني أنه تعالى بعثه في الأميين الذين على عهده ، وفي آخرين من الأميين لم يلحقوا بهم بعد وسيلحقون بهم ، وهم بعد الصحابة - رضي الله عنهم - ( قالوا : من هؤلاء ) ، أي : وآخرين منهم ( يا رسول الله ؟ قال ) ، أي : أبو هريرة ( وفينا سلمان الفارسي ) ، بكسر الراء ويسكن ( قال ) ، أي : أبو هريرة ( فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده على سلمان ) ، أي : على كتفه ثم قال : ( " لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء " ) . قال الطيبي : جمع اسم الإشارة والمشار إليه سلمان وحده إرادة للجنس ، ويحتمل أن يراد بهم العجم كلهم لوقوعه مقابلا للأميين ، وهم العرب ، وأن يراد به أهل فارس . " ولو " ها هنا بمعنى " إن " لمجرد الفرض والتقدير على سبيل المبالغة .

قال المؤلف : سلمان الفارسي يكنى أبا عبد الله مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان أصله من فارس من رامهرمز ، ويقال بها كان أصله من أصفهان من قرية يقال لها : حي . سافر يطلب الدين فدان أولا بدين النصرانية ، وقرأ الكتب وصبر في ذلك على مشقات متتالية ، فأخذه قوم من العرب فباعوه من اليهود ، ثم إنه كوتب فأعانه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في .

[ ص: 4006 ] كتابته ، ويقال : إنه تداوله بضعة عشر سيدا ، حتى أفضى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسلم لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وقال : " سلمان منا أهل البيت " وهو أحد الذين اشتاقت إليهم الجنة ، وكان من المعمرين قيل : عاش مائتين وخمسين سنة ، وقيل : ثلاثمائة وخمسين سنة ، والأول أصح . وكان يأكل من عمل يده ، ويتصدق بعطائه ، ومناقبه كثيرة وفضائله غزيرة ، وأثنى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ومدحه في كثير من الأحاديث ، ومات بالمدائن سنة خمس وثلاثين ، روى عنه أنس وأبو هريرة وغيرهما ( متفق عليه ) .

وفي الجامع " لو كان الإيمان عند الثريا لتناوله رجال من فارس " رواه الشيخان والترمذي عن أبي هريرة ، ورواه أبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة أيضا ولفظه " لو كان العلم معلقا بالثريا لتناوله قوم من أبناء فارس " .

التالي السابق


الخدمات العلمية