صفحة جزء
6215 - وعن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار . متفق عليه .


6215 - ( وعن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " آية الإيمان " ) ، أي : علامة كماله ( " حب الأنصار " ) ، قال ابن التين : المراد حب جميعهم لأن ذلك إنما يكون للدين ، فمن أبغض بعضهم لمعنى يسوغ البغض به فليس داخلا في ذلك وهو تقرير حسن ( " وآية النفاق بغض الأنصار " ) . وضع الظاهر موضع المضمر اهتماما بشأنهم وإشعارا بالعلة في حبهم وبغضهم ، وهو جمع ناصر أو نصير واللام للعهد ، والمراد أنصار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأوس والخزرج ، وكانوا يعرفون قبل الإسلام بأبناء قيلة وهي الأم التي تجمع القبيلتين ، فسماهم النبي - صلى الله عليه وسلم - الأنصار ، فصار علما لهم ونزل القرآن بمدحهم ، وقد أطلق على أولادهم وحلفائهم ومواليهم ، وإنما فازوا بهذه المنقبة لأجل إيوائهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ونصرته حيث تبوءوا الدار والإيمان ، وجعلوه مستقرا ومتوطنا لهم لتمكنهم منه واستقامتهم عليه ، كما جعلوا المدينة كذلك ، فكان ذلك موجبا لمعاداة العرب والعجم ، فأفضى ذلك إلى الحسد وهو يجر إلى البغض ، فلذا جاء الترهيب عن بغضهم والترغيب في حبهم ، فمن أحبهم فذلك من كمال إيمانه ، ومن أبغضهم فذلك من علامة نفاقه ونقصان إيقانه . ( متفق عليه ) : ورواه أحمد والنسائي ، وكذا ابن ماجه - عنه لكن لفظه : " حب الأنصار آية الإيمان وبغض الأنصار آية النفاق " .

التالي السابق


الخدمات العلمية