صفحة جزء
6221 - وعنه قال مر أبو بكر والعباس بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون فقالا ما يبكيكم فقالوا ذكرنا مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - منا فدخل أحدهما على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بذلك فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد عصب على رأسه حاشية برد فصعد المنبر ولم يصعد بعد ذلك اليوم فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي .

وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم
. رواه البخاري .


6221 - ( وعنه ) ، أي : عن أنس ( قال : مر أبو بكر ) ، أي : الصديق ( والناس بمجلس من مجالس الأنصار وهم ) ، أي : والحال أن أهل ذلك المجلس ( يبكون ) ، أي : في أيام مرضه - صلى الله عليه وسلم - ( فقال : ما يبكيكم ؟ قالوا : ذكرنا مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - ) : يعنون نخاف فوته إن قدر الله موته ( فدخل أحدهما ) : روي أنه العباس ( على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بذلك ) ، أي : بما ذكر من بكائهم وسبب عنائهم ( فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد عصب ) : بتشديد الصاد أي : ربط وشد ( على رأسه حاشية برد ) أي : على هيئة عصابة لدفع وجع رأسه من الشدة ( فصعد ) : بكسر العين أي : طلع ( المنبر ولم يصعد بعد ذلك اليوم . فحمد الله ) ، أي : شكره على ما أنعم . ( وأثنى عليه ) . أي : بالوجه الأتم ( ثم قال : " أوصيكم " ) ، أي : أيها الناس أو المهاجرون ( " بالأنصار ) ، أي : برعايتهم وحمايتهم ( " فإنهم كرشي " ) : بفتح فكسر : وفي نسخة بكسر فسكون أي : بطانتي ( " وعيبتي " ) . بفتح المهملة [ ص: 4011 ] وسكون المثناة بعدها موحدة أي : وخاصتي . كذا ذكره الزركشي ، وفي القاموس : الكرش بالكسر وككتف لكل مجتر بمنزلة المعدة للإنسان مؤنثة ، وعيال الرجل وصغار ولده والجماعة . وفي النهاية : أراد أنهم بطانته وموضع سره وأمانته ، أو أراد الجماعة أي : جماعتي وأصحابي ، وفي المصباح أي : أنهم في المحبة والرأفة بمنزلة الأولاد الصغار ، لأن الإنسان مجبول على محبة ولده الصغير . قال التوربشتي : الكرش لكل مجتر بمنزلة المعدة للإنسان ، والعرب تستعمل الكرش في كلامهم موضع البطن ، والبطن مستودع مكتوم السر ، والعيبة مستودع مكنون المتاع ، والأول أمر باطن ، والثاني أمر ظاهر ، فيحتمل أنه ضرب المثل بهما إرادة اختصاصهم به في أموره الظاهرة والباطنة . وفي شرح السنة : عيبتي أي خاصتي ، وهو موضع سري ، والعرب تكني عن القلب والصدر بالعيبة لأنهما مستودع السرائر ، كما أن العياب مستودع الثياب ( " وقد قضوا " ) ، أي : أدى الأنصار ( " الذي عليهم " ) ، أي : من الوفاء بما وقع لهم من المبالغة ليلة العقبة ، فإنهم بايعوا على أنهم ينصرون النبي - صلى الله عليه وسلم - ولهم الجنة ، فوفوا بذلك . ذكره العسقلاني . ( " وبقي الذي لهم " ) ، أي : من الأجر والثواب عند الله تعالى ( " فاقبلوا من محسنهم " ) أي : إن أتوا بعذر فيما صدر عنهم ( " وتجاوزوا عن مسيئهم " ) . أي : إن عجزوا عن عذر ( رواه البخاري ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية