صفحة جزء
[ ص: 4039 ] الفصل الثاني

6272 - عن أنس عن زيد بن ثابت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر قبل اليمن فقال : اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا . رواه الترمذي .


الفصل الثاني

6272 - ( عن أنس ، عن زيد بن ثابت ) : هذا نقل الصحابي عن مثله ، فيكون من باب نقل الأقران والأظهر أنه من نقل الأصاغر عن الأكابر ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر قبل اليمن ) ، بكسر القاف وفتح الموحدة أي : إلى جانبه ( فقال : " اللهم أقبل " ) : أمر من الإقبال والباء في قوله : ( " بقلوبهم " ) ، للتعدية ، والمعنى اجعل قلوبهم مقبلة إلينا ، وإنما دعا بذلك لأن طعام أهل المدينة كان يأتيهم من اليمن ، ولذا عقبه ببركة الصاع والمد لطعام يجلب لهم من اليمن فقال : ( " وبارك لنا في صاعنا ومدنا " ) . وأراد بهما الطعام المكتال بهما ، فهو من باب إطلاق الظرف وإرادة المظروف أو المضاف مقدر ، أي : طعام صاعنا ومدنا ، ثم الصاع على ما في القاموس أربعة أمداد كل مد رطل وثلث ، والرطل ويكسر اثنتا عشرة أوقية ، والأوقية أربعون درهما . قال الداودي : معيار المد الذي لا يختلف أربع حفنات بكفي الرجل الذي ليس بعظيم الكفين ولا بصغيرهما ، إذ ليس كل مكان يوجد فيه صاع النبي - صلى الله عليه وسلم - اهـ . وجربت ذلك فوجدته صحيحا ، تم كلامه .

وقال التوربشتي : وجه التناسب بين الفصلين أن أهل المدينة ما زالوا في شدة من العيش ، وعوز من الزاد لا تقوم أقواتهم لحاجتهم ، فلما دعا الله بأن يقبل عليهم بقلوب أهل اليمن إلى دار الهجرة وهو الجم الغفير دعا الله بالبركة في طعام أهل المدينة ليتسع على القاطن بها والقادم عليها ، فلا يسأم المقيم من القادم عليه ، ولا تشق الإقامة على المهاجرين إليها . ( رواه الترمذي ) .

وفي الجامع : " اللهم إن إبراهيم كان عبدك وخليلك دعاك لأهل مكة بالبركة ، وأنا محمد عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في مدهم وصاعهم مثل ما باركت لأهل مكة مع البركة بركتين " . رواه الترمذي عن علي .

التالي السابق


الخدمات العلمية