صفحة جزء
645 - وعنه ، قال : قلت : يا رسول الله ! علمني سنة الأذان ، قال : فمسح مقدم رأسه . قال : ( تقول : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، ترفع بها صوتك . ثم تقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، تخفض بها صوتك ، ثم ترفع صوتك بالشهادة : أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله . أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله . حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح . فإن كانت صلاة الصبح ، قلت : الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم . الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ) . رواه أبو داود .


645 - ( وعنه ) : أي : أبي محذورة ( قال : قلت يا رسول الله ! علمني سنة الأذان ) : أي : طريقته في الشرع ( قال ) : أي الراوي ( فمسح ) : أي : النبي صلى الله عليه وسلم ( مقدم رأسه ) : أي : رأسه عليه السلام . قال ابن حجر : إشارة إلى أنه على الرأس وفيه تأمل ، إذ في العادة يقال : على الرأس لا أنه يمسح على الرأس ، وأيضا هذا يصدر من الأصاغر للأكابر دون العكس ، فالظاهر أنه فعل اتفاق ذكره الراوي استحضارا للقضية بكمالها ، أو رأس أبي محذورة ، ويؤيده ما في نسخة صحيحة : فمسح رأسي ، ليحصل له بركة يده الموصلة إلى الدماغ وغيره ، فيحفظ ما يلقى إليه ، ويملى عليه ( قال : ( تقول " ) : بتقدير أن ؛ أي الأذان قولك ، وقيل : أطلق الفعل ، وأريد به الحدث على مجاز ذكر الكل وإرادة البعض ، أو خبر معناه الأمر أي قل : " ( الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، ترفع بها صوتك " ) : جملة حالية أو استئنافية مبينة " ( ثم تقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله . أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، تخفض بها صوتك ، ثم ترفع صوتك بالشهادة " ) : هذا بظاهره ينافي التأويلات المتقدمة ، فالوجه الوجيه أن يقال بترجيح أكثر الروايات حيث لا ترجيح فيها والله أعلم . وقد يقال : إن حديث أبي محذورة وقع أولا ، وسائر الأحاديث آخرا ، فيكون حديثه منسوخا ( أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله . أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله . حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح . فإن كان ) : أي : الوقت أو ما يؤذن لها " ( صلاة الصبح " ) : بالنصب أي وقته ، وقيل بالرفع فكان تامة ( قلت ) : أي : في أذانها " ( الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم ) : أي : لذتها خير من لذته عند أرباب الذوق وأصحاب الشوق ، ويمكن أن يكون من باب : العسل أحلى من الخل ، وأما قول ابن حجر : وفي هذا تصريح بندب ما ذكر في الصبح ، وهو مذهبنا كأكثر العلماء خلافا لأبي حنيفة فغير صحيح نشأ عن قلة اطلاع على مذهبه . ( الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، رواه أبو داود ) : ورواه النسائي قال النووي : حسن نقله ميرك ، وقال ابن الهمام : إسناده صحيح .

[ ص: 551 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية