صفحة جزء
657 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا علي ; فإنه من صلى علي صلاة ، صلى الله عليه بها عشرا ، ثم سلوا الله لي الوسيلة ; فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة ) . رواه مسلم .


657 - ( وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سمعتم المؤذن ) أي : صوته أو أذانه ( فقولوا مثل ما يقول ) أي : إلا في الحيعلتين لما سيأتي ، وإلا في قوله : الصلاة خير من النوم ، فإنه يقول : صدقت وبررت وبالحق نطقت ، وبررت بكسر الراء الأولى ، وقيل بفتحها ، أي : صرت ذا بر ، أي : خير كثير ( ثم صلوا علي ) " أي : بعد فراغكم ( فإنه ) أي : الشأن ( من صلى علي صلاة ) أي : واحدة ( صلى الله عليه ) أي : أعطاه ( بها عشرا ) أي : من الرحمة ، وفي رواية : " صلى الله وملائكته عليه بها عشرا " بل أكثر كما جاء في روايات كثيرة ، فما يفعله المؤذنون الآن عقب الأذان من الإعلان بالصلاة والسلام مرارا أصله سنة ، والكيفية بدعة لأن رفع الصوت في المسجد ولو بالذكر فيه كراهة ، سيما في المسجد الحرام لتشويشه على الطائفين

[ ص: 559 ] والمصلين والمعتكفين ( ثم سلوا الله ) أمر من سأل بالهمز على النقل والحذف والاستغناء ، أو من سال بالألف المبدلة من الهمز أو الواو أو الياء ( لي الوسيلة ) : قال التوربشتي : هي في الأصل ما يتوسل به إلى الشيء ويتقرب به إليه وجمعها وسائل ، وإنما سميت تلك المنزلة من الجنة بها لأن الواصل إليها يكون قريبا من الله سبحانه فائزا بلقائه ، مخصوصا من بين سائر الدرجات بأنواع الكرامات قيل : كالوصلة التي يتوصل بها إلى الزلفى ، وأما الوسيلة المذكورة في الدعاء المروي عنه صلى الله عليه وسلم بعد فقيل : هي الشفاعة يشهد له في آخر الدعاء : " حلت له شفاعتي " ، ذكره الطيبي ، وفيه بحث . ( فإنها ) أي : الوسيلة ( منزلة في الجنة " ) أي : من منازلها ، وهي أعلاها وأغلاها على الإطلاق كما في حديث آخر ( لا تنبغي ) أي : لا تتسير ولا تحصل ولا تليق ( إلا لعبد ) أي : واحد ، وفي رواية : إلا لعبد مؤمن ( من عباد الله ) أي : جميعهم ( وأرجو ) : قاله تواضعا ; لأنه إذا كان أفضل الأنام ، فلمن يكون ذلك المقام غير ذلك الهمام عليه السلام ، قاله ابن الملك . ( أن أكون أنا هو ) قيل : هو خبر كان وضع موضع إياه ، والجملة من باب وضع الضمير موضع اسم الإشارة أي : كون ذلك العبد ، ويحتمل أن يكون أنا مبتدأ لا تأكيدا وهو خبره ، والجملة خبر أكون ، وقيل : يحتمل على الأول أن الضمير وحده وضع موضع اسم الإشارة ( فمن سأل لي ) أي : لأجلي ، وقول ابن حجر : أي لي كما في رواية - غفلة عن أصل الكتاب ، فإنه ثابت فيه على النسخ المصححة ( الوسيلة ) سيأتي بيان كيفية سؤال ذلك ( حلت عليه الشفاعة ) : أي : صارت حلالا له غير حرام ، وفي رواية : حلت له الشفاعة . قال ابن الملك : أي وجبت ، فعلى بمعنى اللام كما في رواية ، وقيل : من الحلول بمعنى النزول ، يعني استحق أن أشفع له مجازاة لدعائه . ( رواه مسلم ) . وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، قاله ميرك .

التالي السابق


الخدمات العلمية