صفحة جزء
695 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم : يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيا وراكبا ، فيصلي فيه ركعتين . متفق عليه .


695 - ( وعن ابن عمر قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء ) : ممدود يصرف ، وقيل : لا ، وقيل مقصور وهي قرية قريبة من المدينة على ثلاثة أميال ، وقيل : أصحاب الصفة كانوا في ذلك المسجد ( كل سبت ماشيا وراكبا ) : حالان مترادفان ، والواو بمعنى ( أو ) يعني : تارة وتارة ( فيصلي فيه ركعتين ) : أي : تحية المسجد أو غيرها يقوم مقامها . قال الطيبي : وفيه دليل على أن التقرب بالمساجد ومواضع الصلحاء مستحب ، وأن الزيارة يوم السبت سنة . ( متفق عليه ) : قال ابن حجر : وصح عنه عليه السلام أن صلاة في مسجد قباء كعمرة ، وفي رواية : من توضأ فأسبغ الوضوء وجاء مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كان له أجر عمرة ، وفي أخرى صحيحة أيضا : من توضأ فأحسن وضوءه ثم دخل مسجد قباء فركع فيه أربع ركعات كان ذلك عدل عمرة ، ويجمع بأنه يحتمل أن ثواب العمرة رتب أولا على أربع ركعات ، ثم سهل الله على عباده وتفضل عليهم ، فرتبه على ركعتين . وصح عن سعد بن أبى وقاص : لأن أصلي في مسجد قباء ركعتين أحب إلي من أن آتي بيت المقدس مرتين ، لو يعلمون ما في قباء لضربوا إليه أكباد الإبل .

[ ص: 591 ] ومن هنا قالوا : عوض الله تعالى قاصد مسجده عليه السلام من الحج والعمرة بأمرين وعد عليهما ذلك الثواب ، أما الحج فذكر ابن الجوزي بإسناده ، وابن النجار بإسناده ، عن أبي أمامة أنه عليه السلام قال : ( من خرج على طهر لا يريد إلا الصلاة في مسجدي حتى يصلي فيه كان بمنزلة حجة ) . وأما العمرة : فزيارة مسجد قباء للحديث الصحيح : ( صلاة في مسجد قباء كعمرة ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية