صفحة جزء
704 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا دخل أحدكم المسجد ، فليركع ركعتين قبل أن يجلس ) . متفق عليه .


704 - ( وعن أبي قتادة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا دخل أحدكم المسجد ، فليركع ) أمر استحباب لا وجوب ، خلافا للظاهرية ( ركعتين ) يعني تحية المسجد ، أو ما يقوم مقامها من صلاة فرض أو سنة في غير وقت مكروه عندنا ، أو طواف ( قبل أن يجلس ) تعظيما للمسجد ، واستثنى الخطيب ( متفق عليه ) : قال ميرك : ورواه الأربعة ، ووقع في المشارق للصغاني أن هذا الحديث من رواية أبي هريرة ، ورقم له بعلامة ( خ ) فوهم في موضعين . قلت : المراد بالموضع الأول ، أنه نسب الحديث إلى أبي هريرة ، والحال أنه منسوب إلى أبي قتادة ، وبالثاني أنه نسبه إلى البخاري فقط ، وهو منسوب إلى الصحيحين . وفي الجامع الصغير ، ورواه أحمد ، ومسلم ، والأربعة ، عن أبي قتادة ، وابن ماجه ، عن أبي هريرة . وفي رواية العقيلي ، وابن عدي ، والبيهقي ، عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين ، وإذا دخل أحدكم بيته فلا يجلس حتى يركع ركعتين ، فإن الله جاعل له من ركعتيه في بيته خيرا ) وفي رواية : إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ، وفي

[ ص: 597 ] رواية : ( أعطوا المساجد حقها ) . قالوا : وما حقها يا رسول الله قال : ( أن تصلوا ركعتين قبل أن تجلسوا ) . وما يفعله بعض العوام من الجلوس أولا ثم القيام للصلاة ثانيا باطل لا أصل له ، ثم الظاهر من الحديث اختصاص ندبها بمريد الجلوس ، ويحتمل التقييد بالجلوس جرى على الغالب ، ومن دخله وقت كراهة الصلاة أو وهو محدث قال أربع مرات : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر . زاد بعضهم : ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فقد روي عن بعض السلف أن ذلك يعدل ركعتين في الفضل ، ويؤيده ما صح عن جابر بن زيد - الإمام الكبير التابعي - أنه قال : إذا دخلت المسجد فصل فيه ، فإن لم تصل فاذكر الله ، فكأنك قد صليت ، ومن دخل المسجد الحرام وأراد الطواف فليبدأ به وإلا فليصل خلافا لمن وهم خلاف ذلك من قولهم : تحية المسجد الحرام طوافه ، ثم ظاهر الحديث أنها تفوت بالجلوس ، لكن روى ابن حبان عن أبي ذر وصححه قال : دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده ، فجلست إليه فقال : ( يا أبا ذر للمسجد تحية وإن تحيته ركعتان ، فقم فاركعهما ) . قال : فقمت فركعتهما ، وبه أخذ أن الزائر إذا دخل المسجد النبوي يصلي أولا ، ثم يزوره تقديما لحق الله تعالى وتعظيمه على حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكريمه .

التالي السابق


الخدمات العلمية