صفحة جزء
[ ص: 678 ] 816 - ورواه ابن ماجه عن أبي سعيد .

وقال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من [ حديث ] حارثة ، وقد تكلم فيه من قبل حفظه .


816 - ( ورواه ابن ماجه عن أبي سعيد ) .

( وقال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث حارثة ) ، أي : ابن أبي الرجال ( وقد تكلم ) ، أي : طعن ( فيه ) ، أي : في حارثة ( من قبل حفظه ) ، أي : لا من قبل عدالته ، قال التوربشتي : هذا حديث حسن مشهور ، وأخذ به من الخلفاء عمر رضي الله عنه ، والحديث مخرج في كتاب مسلم عن عمر ، وقد أخذ به عبد الله بن مسعود وغيره من فقهاء الصحابة ، وذهب إليه كثير من علماء التابعين ، واختاره أبو حنيفة وغيره من العلماء ، فكيف ينسب هذا الحديث إلى الضعف وقد ذهب إليه الجلة من علماء الحديث ، كسفيان الثوري ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ؟ وأما ما ذكره الترمذي ، فهو كلام في إسناد الحديث الذي ذكره ، ولم يقل : إن إسناده مدخول من سائر الوجوه ، مع أن الجرح والتعديل يقع في حق أقوام على وجه الخلاف ، فربما ضعف الراوي من قبل أحد الأئمة ووثق من قبل آخرين ، وهذا الحديث رواه الأعلام من أئمة الحديث وأخذوا به ، ورواه أبو داود في جامعه بإسناد ذكره فيه ، وهو إسناد حسن رجاله مرضيون ، فعلم أن الترمذي إنما تكلم في الإسناد الذي ذكره ، كذا في شرح الطيبي ، واستفيد من هذا الحديث كالذي بعده وغيره أن دعاء الافتتاح من سنن الصلاة ، ونفى مالك ندبه لعدم ذكره في خبر المسيء صلاته ، ولخبر : كان صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر وعمر يفتتحون الصلاة بـ ( الحمد لله رب العالمين ) عجيب ؛ إذ لا جواب له عن واحد من تلك الأحاديث ، وخبر المسيء صلاته لم يذكر إلا بعض الفرائض وبعض النوافل ، ومعنى الخبر كانوا يفتتحون قراءة الصلاة كما صرحت به الرواية السابقة ، بل لو صرح صحابي بنفيه لكان محجوجا بإثبات غيره ، ثم ينبغي الجمع بين أدعية الافتتاح بأن يخص الفرائض بما ورد في هذا الحديث ، ويقرأ في النفل بما شاء كما هو مختار مذهبنا ، أو الجمع بينهما في كل صلاة على ما ذهب إليه أبو يوسف وغيره ، واختلف أيهما يقدم ، والمختار ما ذكره النووي في الروضة تبعا لجمع على أنه يقدم سبحانك اللهم إلخ ، لحديث البيهقي : كان عليه السلام إذا افتتح الصلاة قال : " سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك وجهت وجهي " إلخ ، قال ابن حجر ورد بأن طرقه كلها ضعيفة ، قلت : على تقدير صحة ضعفه لا يضر ، فإنه في فضائل الأعمال ورده مردود وجمعنا محمود ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية