صفحة جزء
888 - وعن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اعتدلوا في السجود ، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب " متفق عليه .


888 - ( وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اعتدلوا في السجود ) : قال المظهر الاعتدال في السجود أن يستوي فيه ، ويضع كفه على الأرض ، ويرفع المرفقين عن الأرض ، وبطنه عن الفخذين ، ذكره الطيبي ، ولا يخفى أن قوله ويضع كفه إلخ ، ليس تفسيرا للاعتدال ، بل تفسيرا لعدم الانبساط في قوله : ( ولا يبسط ) : وهي نهي ، وقيل : نفي أي : لا يفترش في الصلاة ( أحدكم ذراعيه انبساط الكلب ) ، أي : كافتراشه ، وفي نسخة العفيف ( ابتساط ) من الافتعال ، قال التوربشتي : صح ( انبساط ) على وزن الانفعال خرج بالمصدر إلى غير لفظه اهـ .

والظاهر إلى غير بابه في النهاية ، أي : لا يبسطهما فينبسط انبساط الكلب ، قال العسقلاني في قوله : لا ينبسط بهذا للأكثر بنون ساكنة قبل الموحدة ، وللحموي يبتسط بمثناة بعد موحدة ، وفي رواية ابن عساكر بموحدة ساكنة فقط ، وعليها اقتصر صاحب العمدة وقوله : انبساط بالنون في الأولى والثالثة ، وبالمثناة في الثانية وهي ظاهرة ، والثالثة تقديرها : ولا يبسط ذراعيه فينبسط انبساط الكلب اهـ .

ولا يخفى أن على الرواية الأولى والثانية لا يظهر لوجود ذراعيه وجه إلا أن يقال بنزع الخافض وهو الباء ، وقال ابن دقيق العيد : هو ذكر الحكم مقرونا بعلته ؛ لأن التشبيه بالأشياء الخسيسة يناسب تركه في الصلاة ذكره السيوطي ، قال ابن حجر : فيكره ذلك لقبح الهيئة المنافية للخشوع إلا لمن أطال السجود حتى شق عليه اعتماد كفيه ، فله وضع ساعديه على ركبتيه لخبر : شكا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مشقة السجود عليهم ، فقال : " استعينوا بالركب " ، رواه جماعة موصولا ، وروي مرسلا وهو الأصح كما قاله البخاري والترمذي ( متفق عليه ) : قال ميرك : ورواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية