صفحة جزء
908 - وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد يدعو وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ، ويده اليسرى على فخذه اليسرى ، وأشار بأصبعه السبابة ، ووضع إبهامه على أصبعه الوسطى ، ويلقم كفه اليسرى ركبته ، رواه مسلم .


908 - ( وعن عبد الله بن الزبير قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد يدعو ) ، أي : يقرأ التشهد ، قال الطيبي : سمي دعاء لاشتماله عليه ، فإن قوله : سلام عليك ، وسلام علينا دعاء ( وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ، ويده اليسرى على فخذه اليسرى وأشار بأصبعه السبابة ) ، أي : المسبحة ( ووضع ) : حال ، أي : وقد وضع ، وقال ابن حجر : أي من أول جلوسه للتشهد كما دلت عليه الروايات الأخر اهـ ، والمعتمد عندنا ، أنه إنما يضع عند إرادة الإشارة ( إبهامه على أصبعه الوسطى ، ويلقم ) ، أي : أحيانا ( كفه اليسرى ركبته ) ، أي : اليسرى ، قال السيد جمال الدين : جعله المظهر من التلقيم ، وجمهور الشراح على أنه من الإلقام .

قال الطيبي : يقال : لقمت الطعام إذا أدخلته في فيك ، أي : يدخل ركبتيه في راحة كفه اليسرى ، قال ابن الملك حتى صارت ركبته كاللقمة في كفه ، قال ابن حجر : ولا ينافي هذا ما مر من أن السنة وضع بطن كفيه على فخذيه قريبا من ركبتيه بحيث تسامتها رءوس الأصابع ; لأن ذاك لبيان كمال السنة ، وهذا البيان أصل السنة فمن قال من أصحابنا : ينبغي تركه لأنه يخل بتوجيهها للقبلة فقد غفل عن هذه الرواية ، ويؤيد ما ذكرته قول النووي في شرح مسلم : أجمعوا على ندب وضعها عند الركبة أو عليها ، ( رواه مسلم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية