صفحة جزء
927 - وعنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر أو أحدها فلم يدخلاه الجنة " ، رواه الترمذي .


927 - ( وعنه ) ، أي : عن أبي هريرة ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رغم " ) : مثلث الغين على ما في القاموس ، لكن الرواية بالكسر ، وفي نسخة بالفتح ، ومعناه لصق بالرغام وهو التراب ، أي : ذل وهان ( أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ) : وهو إما خبر أو دعاء ، أي لحقه ذل مجازاة بترك تعظيمي ، وقيل : خاب وخسر من قدر بأن يتفوه بأربع كلمات فيوجب لنفسه عشر صلوات من الله ، ويرفع بها عشر درجات ، ويحط عنه عشر خطيئات ، فلم يفعل ، ( أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ) : وهو إما خبر أو دعاء ، أي لحقه ذل مجازاة بترك [ ص: 745 ] تعظيمي ، وقيل : خاب وخسر من قدر بأن يتفوه بأربع كلمات فيوجب لنفسه عشر صلوات من الله ، ويرفع بها عشر درجات ، ويحط عنه عشر خطيئات ، فلم يفعل ، ( " ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ " ) ، أي : انتهى أو انقضى .

قال ابن حجر : كان وجه الإتيان ( بثم ) ، هنا أن بين ابتداء رمضان وبين انقضائه مهلة طويلة ، بخلاف سماع ذكره عليه السلام والصلاة عليه ، فإنها تطلب عقب السماع من غير مهلة ، وكذا بر الوالدين فإنه يتأكد عقب احتياجهما المكنى عنه بالكبر ، وقال الطيبي : ( ثم ) ، هذه استبعادية كما في قولك لصاحبك : بئس ما فعلت وجدت مثل تلك الفرصة ثم لم تنتهزها ، وكذا الفاء في قوله : فلم يصل علي ويدخلاه ، ويؤيده ، ورود الحديث في بعض روايات صحيح مسلم بلفظ : ثم بدل الفاء في قوله : ( فلم يدخلاه ) ، ونظير وقوع الفاء موقع ثم في الاستبعاد قوله تعالى : ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها في الكهف ، ثم أعرض عنها في السجدة اهـ .

فجاءت ثم بعد الفاء في القرآن لإفادة التبيان ( " قبل أن يغفر له " ) ، أي : بأن لم يتب فيه أو لم يعظمه بالمبالغة في الطاعة حتى يغفر له ، أو لسوء ما انطوى عليه من رياء ونحوه أبطل عمله المقتضي للمغفرة ، قال الطيبي : الظاهر ( ولم يغفر ) ، وإنما عدل تنبيها على أن تراخي الغفران من تقصيره ، وكان حقه أن يغفر له قبل انسلاخه ، ( " ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر أو أحدهما فلم يدخلاه " ) ، أي : أو لم يدخله ( " الجنة " ) : الإسناد مجازي ، فإن المدخل حقيقة هو الله يعني لم يخدمهما حتى يدخل بسببهما الجنة ، ( رواه الترمذي ) : وقال : حسن غريب من هذا الوجه ، ورواه ابن حبان في صحيحه ، والبزار في مسنده ، ذكره ميرك ، قال ابن حجر : وطرقه كثيرة بعضها صحيح ، وبعضها حسن ، وبعضها ضعيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية