صفحة جزء
942 - وعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال : قلت : يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي ، قال : " قل : اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني ، إنك أنت الغفور الرحيم " متفق عليه .


942 - ( وعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال : قلت : يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي ) ، أي : عقب التشهد كما قيده بعض علمائنا ( قال : " قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا " ) : في الأذكار : في أكثر الروايات بالمثلثة ، وهكذا ضبطناه ، وفي بعض روايات مسلم بالموحدة ، وكلاهما حسن ، وينبغي أن يجمع بينهما فيقال : كثيرا كبيرا " ، كذا ذكره الأبهري ، ونظيره ما قال أبو يوسف : إن المصلي ينبغي أن يجمع بعد التحريمة بين سبحانك وبين وجهت وجهي ، والأظهر في الجمع أن يقول مرة كذا ومرة كذا ، أو يأتي في الفرائض بالمختار من المذهب ، وبلفظ : " كثيرا " على أكثر الروايات ، وفي النوافل بخلاف ذلك ، وقد اعترض على النووي ابن جماعة ، وتبعه الزركشي وغيره بأنه صلى الله عليه وسلم لم ينطق بهما كذلك ، وإنما يجمع بين الروايتين بأن يقال هذا مرة وهذا مرة ، والاتباع إنما يحصل بذلك لا بالجمع ، وأجاب عنه ابن حجر بما لا يصلح جوابا ، ( " ولا يغفر الذنوب إلا أنت " ) : لأن غفران جميع الذنوب لا يتصور ، إلا منه تعالى ، قاله ابن الملك ، ( " فاغفر لي مغفرة " ) : التنوين للتعظيم ، أي : غفرانا لا يكتنه كنهه ، قال الطيبي : وفي الوصف بقوله : ( " من عندك " ) ، مبالغة في ذلك المعنى المراد بالتنكير ، قال ابن الملك : يريد بذلك التعظيم ; لأن ما يكون من عند الله لا يحيط به وصف واصف ، وقيل : معناه من محض فضلك لا باستحقاق مني ، ( " وارحمني ، إنك أنت الغفور الرحيم " ) : قال ميرك : وهذا الدعاء من الجوامع ; لأن فيه الاعتراف بغاية التقصير وطلب غاية الأنعام ، فالمغفرة ستر الذنوب ومحوها ، والرحمة إيصال الخيرات ، ففي الأول طلب الزحزحة عن النار ، وفي الثاني : طلب إدخال الجنة مع الأبرار ، وهذا هو الفوز العظيم والنعيم المقيم ، رزقنا الله بفضله الكريم ، ( متفق عليه ) : قال ميرك : ورواه الأربعة .

[ ص: 754 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية