صفحة جزء
[ ص: 820 ] [ 22 ] - باب أوقات النهي

الفصل الأول

1039 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يتحرى أحدكم فيصلي عند طلوع الشمس ولا عند غروبها " .

وفي رواية ، قال : " إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تبرز وإذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تغيب ولا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنها تطلع بين قرني الشيطان
" ، متفق عليه .


باب أوقات النهي

مصدر بمعنى المنهي ، أي : الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها نهي حرمة أو كراهة .

الفصل الأول

1039 - ( عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لا يتحرى " ) : نفي معناه نهي أي : لا يقصد ( " أحدكم فيصلي " ) : بالنصب جوابا ( " عند طلوع الشمس " ) ، أي : لا يتحرى أحدكم فعلا ليكون سببا لوقوع الصلاة في زمان الكراهة ، فالفعل المعلل منهي ، قال الكرماني : ويجوز الرفع من جهة النحو ، أي : فهو يصلي ، قلت : وهو بالرفع في نسخة ، ( " ولا عند غروبها " ) : قال التوربشتي : يقال فلان يتحرى الأمر ، أي : يتوخاه ويقصده ، ويتحرى فلان إذا طلب ما هو الأحرى ، والحديث يحتمل الوجهين ، أي : لا يقصد الوقت الذي تطلع الشمس فيه أو تغرب ، فيصلي فيه أو لا يصلي في هذا الوقت ظنا منه أنه قد عمل بالأحرى ، والأول أوجه وأبلغ في المعنى المراد .

( وفي رواية ، قال : " إذا طلع " ) ، أي : ظهر ( " حاجب الشمس " ) ، أي : طرفها أو قرصها الذي يبدو أولا مستعار من حاجب الوجه ، وقيل : النيازك التي تبدو إذا حان طلوعها ، ( " فدعوا " ) ، أي : اتركوا ( " الصلاة " ) ، أي : مطلقا فرضا أو نفلا ، سواء يكون لها سبب أو لا ( " حتى تبرز " ) ، أي : تخرج وتظهر كلها أو ترتفع قدر رمح ( " وإذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصلاة " ) ، أي : الشروع فيها إلا عصر يومه لما تقرر في محله ( " حتى تغيب " ) ، أي : تغرب بالكلية فإنه حينئذ لا ينهى فيه عن الفرض ، لكن يكره النفل قبل أداء المغرب عندنا ، ( " ولا تحينوا " ) : بحذف إحدى التاءين : أي : لا تتقربوا ( " بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها " ) : من حان إذا قرب ، أو لا تجعلوا ذلك الوقت حينا للصلاة بصلاتكم فيه ، من تحين بمعنى حين الشيء : إذا جعل له حينا ، ويقال : تحين الوارش وهو الذي يدخل بيت الناس بغير عزيمة إذا انتظر وقت الأكل ليدخل ، وعلى هذا فالمعنى : لا تنتظروا بصلاتكم حين طلوع الشمس ولا حين غروبها ( " فإنها تطلع " ) : بضم اللام ( " بين قرني الشيطان " ) ، أي : جانبي رأسه لأنه ينتصب قائما في وجه الشمس عند طلوعها ليكون شروقها بين قرنيه ، فيكون قبلة لمن سجد للشمس ، فنهى عن الصلاة في ذلك الوقت لئلا يتشبه بهم في العبادة ، كذا ذكره ابن الملك وقال ابن حجر : فإنها تعليل للنهيين ، وقوله : تطلع أي وتغرب كما في الرواية الآتية ، ( متفق عليه ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية