صفحة جزء
[ ص: 2813 ] 4418 - وعن ابن بريدة ، عن أبيه ، أن النجاشي أهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - خفين أسودين ساذجين ، فلبسهما . رواه ابن ماجه . وزاد الترمذي عن ابن بريدة ، عن أبيه : ثم توضأ ومسح عليهما .

( وهذا الباب خال عن الفصل الثالث )


4418 - ( وعن ابن بريدة ) : وفي بعض النسخ عن أبي بريدة ، قال ميرك : وهو غلط فاحش اهـ .

وقد يوجه بأنه كنيته واسمه عبد الله ( عن أبيه ) : أي بريدة بن الحصيب الأسلمي ، صحابي مشهور ، سبق ذكره ( أن النجاشي ) : بفتح النون ويكسر وبتخفيف الجيم والياء وتشدد ، وقد تسكن ذكره ميرك . وهو أصخمة ملك الحبشة ، وقد أسلم وكان نصرانيا . ( أهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ) : وفي رواية للنبي - صلى الله عليه وسلم - والاستعمالان شائعان . ففي الصحاح الهدية واحدة الهدايا ، يقال : أهديت إليه وله بمعنى .

( خفين أسودين ساذجين ) : بفتح الذال المعجمة معرب ( سادة ) على ما في القاموس أي غير منقوشين ، إما بالخياطة أو بغيرها ، أو لا شية فيهما تخالف لونهما ، أو مجردين عن الشعر كما في رواية نعلين جرداوين . ( فلبسهما ) : أي على الطهارة ( رواه ابن ماجه ، وزاد الترمذي عن ابن بريدة ) : وفي نسخة : عن أبي بريدة ( عن أبيه : ، ثم توضأ ) : أي بعدما أحدث أو بعدما جدد ( ومسح عليهما ) : قال ميرك : وقد أخرج ابن حبان من طريق الهيثم بن عدي عن دلهم بهذا الإسناد : أن النجاشي كتب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني قد زوجتك امرأة من قومي ، وهي على دينك أم حبيبة بنت أبي سفيان ، وأهديتك هدية جامعة قميص وسراويل وعطاف وخفين ساذجين ، فتوضأ النبي - صلى الله عليه وسلم - ومسح عليهما .

قال سليمان بن داود : راويه عن الهيثم . قلت للهيثم : ما العطاف ; قال : الطيلسان .

وفي الشمائل : أهدى دحية للنبي - صلى الله عليه وسلم - خفين وجبة فلبسهما حتى تخرقا لا يدري أذكاهما أم لا . وفي الحديث دلالة على أن الأصل في الأشياء المجهولة هو الطهارة ، ثم نفى الصحابي درايته - صلى الله عليه وسلم - إما لتصريحه له بذلك ، أو لأنه أخذها من قرينة عدم سؤاله وتفحص حاله . قال ميرك : وفي الحديث دليل على أنه - صلى الله عليه وسلم - لبس الخف ومسح عليها ، وقد تواتر عند أهل السنة حديث المسح على الخفين في السفر والحضر .

التالي السابق


الخدمات العلمية