صفحة جزء
1121 - وعن أنس رضي الله عنه ، قال : استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم يؤم الناس وهو أعمى . رواه أبو داود .


1121 - ( وعن أنس قال : استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أي : أقام مقام نفسه في مسجد المدينة حين خرج إلى الغزو ( ابن أم مكتوم ) : اسمه عبد الله ( يؤم الناس ) : بيان الاستخلاف ، وقال ابن حجر : أي استخلافا عاما على المدينة مرتين على ما روي ، وخاصا بكونه يؤم الناس ، ( وهو أعمى ) : قال ابن الملك : كراهة إمامة الأعمى إنما هي إذا كان في القوم سليم أعلم منه أو مساو له علما ، وقال ابن حجر : فيه جواز إمامة الأعمى ، ولا نزاع فيه ، وإنما النزاع في أنه أولى من البصير أو عكسه ، قال التوربشتي : استخلفه على الإمامة حين خرج إلى تبوك مع أن عليا رضي الله عنه فيها لئلا يشغله شاغل عن القيام بحفظ من يستحفظه من الأهل حذرا أن ينالهم عدو بمكروه ، وقال ابن حجر : يمكن أن يوجه بأنه لو استخلفه في ذلك ، أيضا لوجد الطاعن في خلافة الصديق سبيلا وإن ضعف .

قلت : ونظيره جعل الله تعالى نبيه أميا غير كاتب ، قال تعالى : ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ) وفيه إشارة إلى أنه لو قرأ وكتب ما كان يرتاب فيه المحقون ، قال الأشرف : وروي أنه استخلفه مرتين ، أي استخلافا عاما ، وقيل : استخلفه على الإمامة في المدينة ، وقيل : في ثلاث عشرة غزوة اهـ . ولعل هذا كله خبر لما وقع له في سورة : عبس وتولى . ( رواه أبو داود ) : قال ميرك : وسكت عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية