صفحة جزء
1137 - وعن أنس رضي الله عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، فلما قضى صلاته أقبل علينا بوجهه . فقال : " ، أيها الناس ! إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ، ولا بالسجود ، ولا بالقيام ، ولا بالانصراف ; فإني أراكم أمامي ومن خلفي " . رواه مسلم .


1137 - ( وعن أنس قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، فلما قضى صلاته ) أي : أداها وفرغ منها ( أقبل علينا بوجهه ) : تأكيد ( فقال : " ، أيها الناس إني إمامكم ) : يعني وسمي الإمام إماما ليؤتم به ويقتدى به على وجه المتابعة ، ( فلا تسبقوني بالركوع ، ولا بالسجود ، ولا بالقيام ، ولا بالانصراف ) أي : بالتسليم ، وحاصله أن المتابعة واجبة في الأركان الفعلية ، قال الطيبي : يحتمل أن يراد بالانصراف الفراغ من الصلاة ، وأن يراد الخروج من المسجد . قلت : الاحتمال الثاني في غاية السقوط لعدم المناسبة بالسابق واللاحق ، وأيضا لم يعرف النهي عن الخروج من المسجد قبل خروجه عليه السلام . ( فإني أراكم من أمامي ) : بفتح الهمزة ، أي : قدامي ، أي : خارج الصلاة ، ( ومن خلفي ) أي : داخلها بالمكاشفة أو المشاهدة على طريق خرق العادة ، قال ابن الملك : أي كما أراكم من أمامي أراكم من خلفي ، ولعل هذه الحالة تكون حاصلة له في بعض الأوقات حين غلبت عليه جهة ملكيته . قلت : لا شك أن جهة ملكيته على نسبة بشريته غالبة في جميع الحالات ، لا سيما في أوقات المناجاة مع أنه لا يعرف أن الملك دائما يرى من خلفه كما يرى من قدامه ، فالأحسن تقييده بحال الصلاة كما يشعر به كلامه عليه السلام . ( رواه مسلم ) : قال ميرك : وهذا لفظه ، وكان لفظ المشكاة وقع مخالفا للفظ المصابيح ، وإلا فلا معنى لقوله وهذا لفظه ، وقال ابن حجر : روى ابن حبان وصححه : " لا تبادروني بالركوع ولا بالسجود فمهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني به إذا رفعت " .

التالي السابق


الخدمات العلمية