صفحة جزء
[ ص: 890 ] 1160 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين في الظهر ، وركعتين بعدها ، وركعتين بعد المغرب في بيته ، وركعتين بعد العشاء في بيته ، قال : وحدثتني حفصة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين حين يطلع الفجر . متفق عليه .


1160 - ( وعن ابن عمر قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : أراد معية المشاركة لا معية الجماعة ، فإنها في النفل مكروهة سوى التراويح ، ونظيره قوله تعالى حاكيا : ( وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) ( ركعتين قبل الظهر ) : والتثنية لا تنافي الجمع ، وبه يحصل الجمع بينه وبين ما روي : أنه - عليه السلام - كان لا يدع أربعا قبل الظهر . ( وركعتين بعدها ، وركعتين بعد المغرب في بيته ) : الظاهر أنه قيد للأخيرة ، وقال ابن حجر : عائد إلى الكل ، ويوافقه الحديث الصحيح : " أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة " ، ويؤيد قولنا قوله : ( وركعتين بعد العشاء في بيته ) : والظاهر أن ابن عمر أيضا صلى في بيته - عليه السلام - ويؤيده ما بعده . ( قال ) أي : ابن عمر ( وحدثتني حفصة ) أي : أخته بنت عمر زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين حين يطلع الفجر متفق عليه ) .

‌‌‌‌‌قال الطحاوي : ذهب قوم إلى أنه لا يقرأ في ركعتي الفجر ، وقال قوم : يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب خاصة ; إذ ورد عن عائشة : ركعتين خفيفتين حتى أقول : هل قرأ فيهما بأم الكتاب ؟ ثم أورد أحاديث على بطلان القولين ، وأنه ثبت أنه - عليه السلام - كان يقرأ فيهما بعد الفاتحة . ( قل يا أيها الكافرون ) و ( الإخلاص ) وفي رواية في الأولى ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) الآية ، وفي الثانية : ( قولوا آمنا بالله ) إلى قوله : ( ونحن له مسلمون ) وفي رواية في الثانية : ( ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) اهـ . ملخصا ، وفي رواية لمسلم في الثانية : ( قل يا أهل الكتاب ) قال الجزري : الحكمة في قراءة السورتين على ما ورد في مسلم ، أنهما لم اشتملتا عليه من عبادة الله وتوحيده وتنزيه الله ، والرد على الكافرين فيما يعتقدونه ويدعون إليه كان الافتتاح به أول الصبح لتشهد به الملائكة ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث نوفل الأشجعي : " اقرأ ( قل يا أيها الكافرون ) ثم نم على خاتمتها ، فإنها براءة من الشرك " ، وكذلك قراءة الآيتين المذكورتين لاشتمالهما على التوحيد والإيمان ، والحكمة في تخفيفهما ، أنه كان يحيي ثلث الليل أو أكثر ، فقصد أن يتوفر نشاطه للفرض ، فكلام عائشة يحمل على المبالغة .

التالي السابق


الخدمات العلمية