صفحة جزء
1199 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : لقد عرفت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن ، فذكر عشرين سورة من أول المفصل ، على تأليف ابن مسعود سورتين في ركعة آخرهن ( حم الدخان ) و ( عم يتساءلون ) . متفق عليه .


1199 - ( وعن عبد الله بن مسعود قال : لقد عرفت النظائر ) : جمع النظيرة وهي المثل والشبه ، أي : السور المماثلة بعضها ببعض في الطول والقصر ( التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن ) : بضم الراء وكسرها ، أي : يجمع ( بينهن ) ، أي : بين سورتين منهن في ركعة ( فذكر ) ، أي : ابن مسعود ( عشرين سورة من أول المفصل ، على تأليف ابن مسعود ) ، أي : جمعه ( سورتين ) ، أي : كل سورتين من العشرين ( في ركعة آخرهن ) ، أي : آخر العشرين مبتدأ يعني آخر الثنتين من العشرين ( حم الدخان ) : يحتمل الحركات الثلاث في حم ، والفتح أظهر ، وكذلك في الدخان والجر أشهر ، ( وعم يتساءلون . متفق عليه ) : قال ميرك : ورواه أبو داود والنسائي .

وفي تصحيح المصابيح للشيخ الجزري روى أبو داود هذا الحديث من طريق علقمة والأسود قالا : أتى ابن مسعود رجل فقال : إني قرأت المفصل الليلة في ركعة ، فقال ابن مسعود : هذا كهذ الشعر ، ونثرا كنثر الدقل ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ النظائر السورتين في ركعة ( الرحمن والنجم ) في ركعة ، ( واقتربت والحاقة ) في ركعة ، ( والطور والذاريات ) في ركعة ، ( وإذا وقعت والنون ) في ركعة ، ( وسأل سائل والنازعات ) في ركعة ، ( وويل للمطففين وعبس ) في ركعة ، ( والمدثر والمزمل ) في ركعة ، ( وهل أتى ولا أقسم بيوم القيامة ) في ركعة ، ( وعم يتساءلون والمرسلات ) في ركعة ، ( والدخان وإذا الشمس كورت ) في ركعة ، قال أبو داود : هذا تأليف ابن مسعود . اهـ .

وهكذا في صحيح ابن خزيمة تسميتها ، لكن بنقص ومخالفة في الترتيب ، وآخر الحديث ينافي ظاهر الحديث المتفق عليه إلا أن يقال التقدير آخرهن ، أي : آخر العشرين حم الدخان ، ونظيرتها إذا الشمس كورت ، وعم يتساءلون ، ونظيرتها والمرسلات والله أعلم .

قال الجزري : واختلف في ترتيب السور ، هل هو توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم ، أو إجماع من الصحابة ، أو بعضه توقيف وبعضه إجماع من الصحابة ؟ وأجمعوا على أنه لم ينزل مرتبا هكذا ، وعلى أنه لا يقرأ إلا هكذا كما هو مرتب اليوم ، وإنما يصح للصغار أن يقرءوا من أسفل لضرورة التعليم ، ولو قرأ في الصلاة غير مرتب فهو غير الأولى ، وقيل : يكره ، وهو مذهب أحمد ، ولو قرأ في أول ركعة سورة الناس فماذا يقرأ في الثانية ؟ قال أبو حنيفة : يعيدها ، وقال الشافعي : يبدأ من أول البقرة ، أي إلى المفلحون ، وهو رواية عن أبي حنيفة وهو الأظهر ; لأن الإفادة أولى من الإعادة . قال : والهذ بالذال المعجمة المشددة : الإسراع ، يريد سرد القراءة والعجلة فيها ، والنثر بالمثلثة : الرمي ، والدقل بالدال المهملة والقاف المفتوحتين : رديء التمر ، والمعنى : أنه يرمي جمله ولا يتأنى به لينتقي منه شيئا . اهـ .

قال عياض : وهذا موافق لرواية عائشة : أن قيامه صلى الله عليه وسلم كان إحدى عشرة ركعة بالوتر ، وأن هذا قدر قراءته غالبا وتطويله بسبب التدبر ، وتطويل الأركان وقراءته البقرة والنساء نادر ، وإنكار ابن مسعود على الرجل ليحضه على التأمل لا أنه لا يجوز قراءة المفصل في ركعة .

[ ص: 909 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية