صفحة جزء
1212 - وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته فقال : " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " . رواه مسلم .


1212 - ( وعن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم ) : في المصابيح : كان تعني النبي صلى الله عليه وسلم ، قال ابن الملك تفسير لضمير كان ( إذا قام من الليل افتتح صلاته ) ، أي : صلاة نفسه أو صلاة الليل ، ويؤيد الثاني ما في الحصن إذا افتتح صلاة الليل . ( قال : " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل " ) : تخصيص هؤلاء بالإضافة ، مع أنه تعالى رب كل شيء لتشريفهم وتفضيلهم على غيرهم ، قال ابن حجر : كأنه قدم جبريل ; لأنه أمين الكتب السماوية ، فسائر الأمور الدينية راجعة إليه ، وأخر إسرافيل ; لأنه أمين اللوح المحفوظ والصور ، فإليه أمر المعاش والمعاد ، ووسط ميكائيل ; لأنه أخذ بطرف من كل منهما ; لأنه أمين القطر والنبات ونحوهما مما يتعلق بالأرزاق المقومة للدين والدنيا والآخرة ، وهما أفضل من ميكائيل ، وفي الأفضل منهما خلاف . قيل : لا يجوز نصب ( رب ) على الصفة ; لأن الميم المشددة بمنزلة الأصوات ، فلا يوصف بما اتصل به ، فالتقدير : يا رب جبريل ، قال الزجاج : هذا قول سيبويه ، وعندي أنه صفة ، فكما لا تمتنع الصفة مع " يا " لا تمتنع مع الميم ، قال أبو علي : قول سيبويه عندي أصح ; لأنه ليس في الأسماء الموصوفة شيء على حد : اللهم ، ولذلك خالف سائر الأسماء ، ودخل في حيز ما لا يوصف نحو : حيهل ، فإنهما صارا بمنزلة صوت مضموم إلى اسم فلم يوصف . ذكره الطيبي . ( " فاطر السماوات والأرض " ) ، أي : مبدعهما ومخترعهما ( " عالم الغيب والشهادة " ) ، أي : بما غاب وظهر عند غيره ( " أنت تحكم بين عبادك " ) : في يوم معادك بموجب ميعادك بعد تقديرك وقضائك بالتمييز بين المحق والمبطل بالثواب والعقاب ( " فيما كانوا يختلفون " ) ، أي : من أمر الدين في أيام الدنيا ( " اهدني " ) ، أي : ثبتني وزدني الهداية ( " لما اختلف فيه " ) : اللام بمعنى " إلى " كذا قيل ، والأظهر أن الهداية يتعدى بنفسه وبإلى وباللام ، قال تعالى : ( اهدنا الصراط المستقيم ) ، و ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) ، و ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) و ( ما ) موصولة ، أي للذي اختلف فيه عند مجيء الأنبياء ، وهو الطريق المستقيم الذي دعوا إليه فاختلفوا فيه ( " من الحق " ) : ( من ) بيان لـ ( ما ) ( بإذنك ) ، أي : بتوفيقك وتيسيرك ( إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " ) : جملة استئنافية متضمنة للتعليل قائمة مقام التذييل . ( رواه مسلم ) : قال ميرك : والأربعة ، وابن حبان .

[ ص: 917 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية