صفحة جزء
الفصل الثاني

1214 - عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من الليل قال : " لا إله إلا أنت ، سبحانك اللهم وبحمدك ، أستغفرك لذنبي ، وأسألك رحمتك ، اللهم زدني علما ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب " . رواه أبو داود .


الفصل الثاني

1214 - ( عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من الليل ) ، أي : قام من نومه ( قال : " لا إله إلا أنت " ) : ابتدأ بالتوحيد ; لأنه نهاية مقامات أهل التفريد ( " سبحانك اللهم وبحمدك " ) : قيل : الباء زائدة ، أي : أسبحك مع حمدي إياك ، أو الواو عاطفة ، أي : وبحمدك سبحت ( " أستغفرك لذنبي " ) : أراد تعليم أمته ، أو تعظيم ربه وجلالته ، أو سمى مخالفة الأفضل ذنبا على مقتضى كمال طاعته ، ( " وأسألك رحمتك " ) ، أي : في كل حال ( " اللهم زدني علما " ) : التنكير للتفخيم ( " ولا تزغ قلبي " ) ، أي : لا تجعل قلبي مائلا عن الحق إلى الباطل ، من أزاغ ، أي : أمال عن الحق إلى الباطل ، قال الطيبي ، أي : لا تبلني ببلاء يزيغ فيه قلبي ، ( " بعد إذ هديتني " ) ، أي : لا تسلب عني هدايتك بعد عنايتك ; إذ هدايتك لا رجوع فيها ، وعطيتك لا عود فيها ، وإنما المقصر من رد الهدية ولم يقبل العطية ( " وهب لي من لدنك " ) ، أي : أعطني من عندك فضلا وكرما ( " رحمة " ) ، أي : توفيقا وتثبيتا على الإيمان والهداية ، أو موجبات رحمتك ( " إنك أنت الوهاب " ) ، أي : المتفضل بالعطاء الجميل والإحسان الجزيل على العمل القليل ، قال ابن الملك : وهذا تعليم للأمة ليعلموا أن لا يجوز لهم الأمن من مكر الله وزوال نعمته ، ( رواه أبو داود ) : قال ميرك : ورواه الترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه ، والحاكم في مستدركه .

التالي السابق


الخدمات العلمية