صفحة جزء
1224 - وعن جابر رضي الله عنه ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن في الليل لساعة ، لا يوافقها رجل مسلم ، يسأل الله فيها خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه ، وذلك كل ليلة " . رواه مسلم .


1224 - ( وعن جابر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن في الليل لساعة " ) ، أي : مبهمة ( " لا يوافقها رجل مسلم " ) قال الطيبي : هذه الجملة صفة لساعة ( " يسأل الله " ) ، أي : فيها ، كما في نسخة صحيحة والجملة صفة ثانية أو حال ( " خيرا من أمر الدنيا والآخرة ; إلا أعطاه إياه " ) ، أي : حقيقة أو حكما ( " وذلك " ) ، أي : المذكور من ساعة الإجابة ( " كل ليلة " ) : بالنصب على الظرفية وهو خبر ( ذلك ) أي : ثابت في كل ليلة لا يتقيد بليلة مخصوصة ، فينبغي تحري تلك الساعة ما أمكن كل ليلة كما قالت الصوفية : إن لربكم في أيام دهركم نفحات ، ألا فتعرضوا لها ، فإن جذبة من جذبات الحق توازي عمل الثقلين ، واحتج بهذا الحديث من يفضل الليل على النهار ; لأن كل ليلة فيها ساعة إجابة موعودة ، وليس بذلك في النهار إلا يوم الجمعة ، فليجتهد الرجل أن يحيي كل ليلة أو بعضها لعله يجد تلك الساعة ، والحكمة في إبهام ساعة الليل كساعة الجمعة ، وليلة القدر وصلاة الوسطى للمبالغة في الاجتهاد لتحصيل المراد ، وعدم اليأس من الفوت ، وعدم الاقتصار على العبادة في وقت دون وقت ، وتخليص القلب من العجب والغرور ، وكون العبد بين الرجاء والخوف . ( رواه مسلم ) .

[ ص: 926 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية