صفحة جزء
[ ص: 980 ] الفصل الثاني

1313 - عن أبي الدرداء ، وأبي ذر رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عن الله تبارك وتعالى أنه قال : يا ابن آدم ! اركع أربع ركعات من أول النهار ; أكفك آخره " . رواه الترمذي .


الفصل الثاني

1313 - ( عن أبي الدرداء ، وأبي ذر رضي الله عنهما ، قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عن الله ) : هو من جملة المقول أو التقدير ناقلا أو قائلا : عن الله ( تبارك ) ، أي : كثر خيره وبركته ( وتعالى ) ، أي : علا مجده وعظمته ( أنه ) : بفتح الهمزة ، وفي نسخة بالكسر ( قال : يا ابن آدم ! اركع ) ، أي : صل ( لي ) ، أي : خالصا لوجهي ( أربع ركعات من أول النهار ) : قيل : المراد صلاة الضحى ، وقيل : صلاة الإشراق ، وقيل : سنة الصبح وفرضه ; لأنه أول فرض النهار الشرعي ( أكفك ) ، أي : مهماتك ( آخره ) ، أي : إلى آخر النهار ، قال الطيبي ، أي : أكفك شغلك وحوائجك ، وأدفع عنك ما تكرهه بعد صلاتك إلى آخر النهار ، والمعنى فرغ بالك بعبادتي في أول النهار ، أفرغ بالك في آخره بقضاء حوائجك اهـ .

وهو معنى من كان لله كان الله له ، وقد ورد : من جعل الهموم هما واحدا ؛ هم الدين كفاه الله هم الدنيا والآخرة ، قال صاحب تخريج المصابيح : حمل بعض العلماء هذه الركعات على صلاة الضحى ، ولهذا أخرج أبو داود والترمذي هذا الحديث في باب الضحى ، وقال بعضهم : يقع النهار عند أكثرهم على ما بين طلوع الشمس وغروبها . نقله ميرك : لكن هذا القول إنما هو على عرف الحكماء والمنجمين ، وأما على عرف الشرع فهو من طلوع الصبح إلى المغرب ، غايته أنه يطلق على الضحوة وما قبلها أنه أول النهار ، فمن تبعيضية في قوله : من أول النهار . ( رواه الترمذي ) ، أي : عنهما ، وقال : حديث حسن غريب اهـ . وفي سنده إسماعيل بن عياش وفيه مقال ، قاله ميرك . وفي الشمائل بلفظ : ابن آدم . بدون حرف النداء .

التالي السابق


الخدمات العلمية