صفحة جزء
1337 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : سافر النبي صلى الله عليه وسلم سفرا ، فأقام تسعة عشر يوما يصلي ركعتين ركعتين ، قال ابن عباس : فنحن نصلي فيما بيننا وبين مكة ، تسعة عشر ، ركعتين ركعتين ، فإذا أقمنا أكثر من ذلك صلينا أربعا . رواه البخاري .


1337 - ( وعن ابن عباس قال : سافر النبي صلى الله عليه وسلم سفرا ، فأقام ) ، أي : لبث النبي

( تسعة عشر يوما ) : لشغل على عزم الخروج ( يصلي ركعتين ركعتين ) : وبهذا جوز الشافعي القصر إلى تسعة عشر يوما في أحد أقواله ، قال الطيبي : والمعتمد إلى ثمانية عشر ، وهذا إذا لم ينو الإقامة أربعة أيام فصاعدا اهـ . وظاهر الحديث ينافي قولهم المعتمد ، وليس في الحديث ما يدل أنه إذا زاد على هذا العدد من غير نية الإقامة يجب عليه الإتمام .

( قال ابن عباس ) : استنباطا من هذا الحديث ( فنحن نصلي فيما بيننا وبين مكة ، تسعة عشر ) ، أي يوما ( ركعتين ركعتين ، فإذا أقمنا ) ، أي : مكثنا ( أكثر من ذلك صلينا أربعا ) : قال الطيبي : يدل على أن المراد بالعدد السابق الإقامة فيه لا السير ، يعني : نحن إذا أقمنا في منزل بين مكة والمدينة تسعة عشر يوما نصلي ركعتين ، وإذا أقمنا أكثر من ذلك نصلي أربعا ، ولعل يوم النزول والرحيل داخل فيها . ( رواه البخاري ) : قال ميرك : ورواه أبو داود والترمذي وابن ماجه .

قال ابن حجر : قالوا : هذا مذهب تفرد به ابن عباس ، والذي قاله الفقهاء أنه أقام التسعة عشر لكونه كان محاصرا للطائف ، أو حرب هوازن ينتظر الفتح كل ساعة ، ثم يرحل ، فلم يكن مقيما حقيقة لما تقرر من توقفه الخروج متى انقضت حاجته ، وهي الفتح ، ومنه ومن خبر الترمذي وحسنه ، وله شواهد تجبر ما في سنده من الضعف أنه - عليه الصلاة والسلام - أقام ثمانية عشر يوما بمكة .

التالي السابق


الخدمات العلمية