صفحة جزء
[ 51 ] باب في سجود الشكر

وهذا الباب خال عن الفصل الأول والثالث الفصل الثاني

1494 - عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جاءه أمر سرور - أو يسر به - خر ساجدا ، شاكرا لله تعالى . رواه أبو داود ، والترمذي وقال : هذا حديث حسن غريب .


[ 51 ] باب في سجود الشكر

سجدة الشكر عند حدوث ما يسر به من نعمة عظيمة ، وعند اندفاع بلية جسيمة سنة عند الشافعي ، وليست بسنة عند أبي حنيفة ، خلافا لصاحبيه ، هذا ووقع في بعض النسخ بين الباب والفصل . ( وهذا الباب خال عن الفصل الأول ) : اعتذارا عن صاحب المصابيح و ( الثالث ) : اعتذارا عن نفسه . قال الشيخ الجزري : لم يذكر أي : صاحب المصابيح من الصحاح حديثا فيه أي : في هذا الباب ، وكل ما أورده فيه من الحسان ، وقد وجدت منه في الصحاح ، عن كعب بن مالك : أنه سجد لله شكرا لما بشره النبي - صلى الله عليه وسلم - بتوبة الله عليه ، وقصته مشهورة ، متفق عليها .

الفصل الثاني

1494 - ( عن أبي بكرة قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جاءه أمر ) : بالتنوين للتعظيم . ( سرور : بالنصب على نزع الخافض أي : لأجل حصوله أو على التمييز من النسبة ، أو بتقدير أعني يعني أمر سرور ، وفي نسخة : أمر [ ص: 1103 ] سرور على الوصفية للمبالغة ، أو على أن المصدر بمعنى الفاعل ، أو المفعول به ، أو على المضاف المقدر أي : أمر ذو سرور ، وفي نسخة : أمر سرور على الإضافة ، وقال ابن حجر أي : إذا جاءه أمر عظيم حال كونه سرورا ) اهـ . وهو لا يتم إلا بتقدير مضاف ، أو بكون المصدر بمعنى الفاعل أو المفعول ، أو على طريق المبالغة كرجل عدل .

( أو يسر به - ) : شك الراوي في اللفظ والمبنى ، وإلا فالمآل واحد في المعنى . ( خر ) أي : سقط . ( ساجدا شاكرا ) : حالان متداخلان ، أو مترادفان ، وفي نسخة : شكرا بالنصب للعلة . ( لله تعالى ) .

قال التوربشتي : ذهب جمع من العلماء إلى ظاهر الحديث ، فرأوا السجود مشروعا في باب شكر النعمة ، وخالفهم آخرون فقالوا : المراد بالسجود الصلاة . وحجتهم في هذا التأويل ما ورد في الحديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أتي برأس أبي جهل خر ساجدا ، وقد روى عبد الله بن أبي أوفى ، رأيته - صلى الله عليه وسلم - صلى بالضحى ركعتين حين بشر بالفتح ، أو لرأس أبي جهل ، ونضر الله وجه أبي حنيفة ، وقد بلغنا عنه أنه قال : وقد ألقي عليه هذه المسألة : لو ألزم العبد السجود عند كل نعمة متجددة عظيمة الموقع عند صاحبها لكان عليه أن لا يغفل عن السجود طرفة عين ; لأنه لا يخلو عنها أدنى ساعة ، فإن من أعظم نعمة عند العباد نعمة الحياة ، وذلك يتجدد عليه بتجدد الأنفاس ، أو كلاما هذا معناه .

وأما الحديث الذي يدل عليه أنه حين سجد رأى نغاشيا . فمرسل ، وهم لا يرون الاحتجاج به ، وقيل : المراد سرور يحصل عند هجوم نعمة ينتظرها ، أو يفاجئها من غير انتظار مما يندر وقوعها لا ما استمر وقوعها ، ومن ثم قيده في الحديث بالمجيء على سبيل الاستعارة ، ونكر أمر للتفخيم ، ويؤيده حديث سعد بن أبي وقاص ، وكذا حديث النغاشي ، والمرسل ضعيف ، لكنه إذا تقوى بحديث آخر ضعيف قوي ، وصار حسنا ، والحديث الذي نحن فيه حسن ، رواه أبو داود ، والترمذي ، عن أبي بكرة ، كذا ذكره الطيبي . ( رواه أبو داود ، والترمذي ، وقال : هذا حديث حسن غريب ) ، وصححه الحاكم ، ونقل ميرك عن التصحيح ، ورواه ابن ماجه ، وأحمد ، وفي إسناده بكار بن عبد العزى ، تكلم فيه بعض ، ووثقه آخرون . وقال الترمذي : حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه اهـ .

وقال البيهقي : وفي الباب حديث عن جابر ، وجرير ، وابن عمر ، وأنس ، وأبي حنيفة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو مروي من فعل أبي بكر ، وعمر ، وعلي - رضي الله عنهم - . قلت : وفي الباب أيضا عن أبي موسى الأشعري ، ومعاذ بن جبل ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، والبراء ، كلهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، تم كلامه .

التالي السابق


الخدمات العلمية