صفحة جزء
[ ص: 1114 ] [ 53 ] باب في الرياح والمطر

الفصل الأول

1511 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور . متفق عليه .


[ 53 ] باب في الرياح والمطر

ضبط بالسكون على الوقف ، وبالرفع منونا على أنه خبر مبتدأ محذوف ، وفي نسخة صحيحة ( في الرياح ) : وفي نسخة : ( باب الرياح ) : بالإضافة فما ذكر فيه معها وقع بطريق التبع ، فلذا لم يتعرض له بالترجمة .

الفصل الأول

1511 - ( . عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : نصرت ) أي : في وقعة الخندق . قال تعالى : فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها . ( بالصبا ) : مقصورة ، ريح شرقية تهب من مطلع الشمس ، وقال الطيبي : الصبا الريح التي تجيء من قبل ظهرك إذا استقبلت القبلة ، والدبور هي التي تجيء من قبل وجهك حال الاستقبال أيضا اهـ . قال ابن حجر : وهي التي تهب من تجاه الكعبة ، وهي حارة يابسة ، قيل : هذا في ديار خراسان وما وراء النهر ، وما في حكمهما من الأماكن التي قبلتها السمت الغربي دون ديار الروم والعرب . ( وأهلكت عاد بالدبور ) : بفتح الدال ريح غربية . قال ابن حجر : وهي التي تهب من وراء الكعبة باردة رطبة ، والجنوب هي التي تهب عن يمينها ، وهي حارة رطبة ، والشمال هي التي تهب من شمالها ، وهي باردة يابسة ، وهي ريح الجنة التي تهب عليهم . ( رواه مسلم ) .

روي : أن الأحزاب : وهم قريش وغطفان واليهود ، لما حاصروا المدينة يوم الخندق هبت ريح الصبا ، وكانت شديدة ، فقلعت خيامهم ، وكفأت قدورهم ، وضربت وجوههم بالحصى والتراب ، وألقى الله في قلوبهم الرعب ما كاد أن يهلكهم ، وأنزل الله جبريل ، ومعه جماعة من الملائكة فزلزلوا أقدامهم ، وأحاطوا بهم حتى أيقنوا بالهلاك عن آخرهم ، فابتدأهم أبو سفيان بالرحيل راجعا إلى مكة ولحقوه في أثره ، فلم يأت الفجر ولهم ثمة حس ولا أثر بعدما حصل للمؤمنين في أول الليل من الخوف وسوء الظنون ما أنبأ عنه قوله تعالى : إذ جاءوكم من فوقكم الآيات . وكان ذلك فضلا من الله ومعجزة لرسوله - صلى الله عليه وسلم - وقوم عاد كانت قامة كل واحد منهم اثني عشر ذراعا في قول ، فهبت عليهم الدبور ، وألقتهم على الأرض بحيث اندقت رءوسهم وانشقت بطونهم ، وخرجت منهم أحشاءهم ، فالريح مأمورة ، تجيء تارة لنصرة قوم ، وتارة لإهلاك قوم ، كما أن النيل كان ماء للمحبوبين ، ودماء للمحجوبين . وقال تعالى : يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وقال - عز وجل - : فخسفنا به وبداره الأرض ففي هذا كله إظهار للقدرة والعلم ، وبيان أن الأشياء والعناصر مسخرة تحت الأمر والإرادة ردا على الطبيعيين والحكماء المتفلسفين . ( متفق عليه ) ، ورواه النسائي ، قاله ميرك .

التالي السابق


الخدمات العلمية