صفحة جزء
1512 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضاحكا حتى أرى منه لهواته ، إنما كان يبتسم فكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه . متفق عليه .


[ ص: 1067 ] 1512 - ( وعن عائشة قالت : ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضاحكا ) : حال أو مفعول ثان . ( حتى أرى ) أي : أبصر . ( منه لهواته ) : جمع لهاة ، وهي لحمة مشرفة على الحلق ، وقيل : هي قعر الفم قريب من أصل اللسان . ( إنما كان يبتسم ) قال الطيبي : فإن قلت : كيف الجمع بين هذا الحديث ، وبين ما روى أبو هريرة في حديث الأعرابي من [ ص: 1115 ] ظهور النواجذ ، وذلك لا يكون إلا عند الاستغراق في الضحك وظهور اللهوات ؟ قلت : ما قالت عائشة لم يكن ، بل قالت : ما رأيت ، وأبو هريرة شهد ما لم تشهده عائشة ، وأثبت ما ليس في خبرها ، والمثبت أولى بالقبول من النافي ، أو كان التبسم على سبيل الأغلب وظهور النواجذ على سبيل الندرة ، أو المراد بالنواجذ مطلق الأسنان أي : لا أواخرها . قال ميرك : جوابه الأول غير سديد ; لأن ظهور النواجذ ثبت في حديث عائشة أيضا كما سبق ، والحديث الأول من الفصل الثالث في باب صلاة الاستسقاء ، والله أعلم .

( فكان إذا رأى غيما ) أي : سحابا . ( أو ريحا عرف ) أي : التغيير . ( في وجهه ) قال الطيبـي : أي : ظهر أثر الخوف في وجهه مخافة أن يحصل من ذلك السحاب أو الريح ما فيه ضرر الناس ، دل نفي الضحك البليغ على أنه - عليه الصلاة والسلام - لم يكن فرحا لاهيا بطرا ، ودل إثبات التبسم على طلاقة وجهه ، ودل أثر خوفه من رؤية الغيم أو الريح على رأفته ورحمته على الخلق ، وهذا هو الخلق العظيم . ( متفق عليه ) قال ميرك : ورواه أبو داود .

التالي السابق


الخدمات العلمية