صفحة جزء
[ ص: 1130 ] 1541 - وعن كعب بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع ، تفيئها الرياح ، تصرعها مرة وتعدلها أخرى ، حتى يأتي أجله ، ومثل المنافق كمثل الأرزة المجذية التي لا يصيبها شيء ، حتى يكون انجعافها مرة واحدة " . متفق عليه .


1541 - ( وعن كعب بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " مثل المؤمن ) أي : الكامل أو مطلقا . ( كمثل الخامة ) : بالخاء المعجمة وتخفيف الميم . في النهاية : الخامة الغصنة اللينة . ( من الزرع ) وألفها منقلبة عن الواو ، وقيل : الخامة الغصنة الرطبة من النبات لم يشتد بعد ، وقيل : ما لها ساق واحد ، وقال القاضي : أي : طاقة من الزرع فهو صفة لخامة ، وقوله . ( تفيئها الرياح ) صفة أخرى اهـ . وهو بتشديد الياء وهمزة بعدها أي : تميلها يمينا وشمالا . قال التوربشتي : وذلك أن الريح إذا هبت شمالا مالت الخامة إلى الجنوب ، وإذا هبت جنوبا فيأت في جانب الشمال ، وقيل : فيأت الشجرة ألقت فيأها ، فالريح إذا أمالته إلى جانب ألقي ظلها عليه ، فهو على حد . ( يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل ) . ( تصرعها ) : بيان لما قبله أي : تسقطها . ( مرة ) : في النهاية أي : تميلها وترميها من جانب إلى جانب . ( وتعدلها ) : بفتح التاء وسكون العين ، وبضم التاء وتشديد الدال أي : تقيمها . ( أخرى ) أي : تارة أخرى ، يعني يصيب المؤمن من أنواع المشقة من الخوف والجوع والمرض وغيرها . ( حتى يأتيه ) : وفي نسخة : حتى يأتي . ( أجله ) أي : يموت . والحاصل أن المؤمن لا يخلو من علة أو قلة أو ذلة ، كما روي ، وكل ذلك من علامة السعادة قاله ابن مالك . يعني بشرط الصبر والرضا والشكر . وأخرج أحمد عن أبي بن كعب مرفوعا . " مثل المؤمن مثل الخامة تحمر مرة وتصفر أخرى . ( ومثل المنافق ) أي : الحقيقي أو الحكمي . ( كمثل الأرزة ) : بفتح الهمزة وسكون الراء بعدها زاي ، هذا هو الصحيح في ضبطها والمنقول في روايتها ، وقيل : إنه يجوز فيها فتح الراء ، وهو شجر معروف يشبه الصنوبر وليس به ، كذا نقله ميرك عن التصحيح ، وأكثر الشراح أنه بالسكون ، شجر الصنوبر ، والصنوبر ثمرته ، وهو شجر صلب شديد ثابت في الأرض ، وقيل : بفتح الراء الشجرة وبالسكون الصنوبر ، وقيل : بفتح الراء شجرة الأرزن ، وفي النهاية الأرزة بسكون ، وقيل فتحها ، وقيل بوزن فاعلة ، وأنكرها أبو عبيدة شجرة الأرزن وهو خشب معروف ، وقيل : هو الصنوبر . وقال زين العرب : وسوى بعض بين الفتح والسكون ، وقال : هي شجرة الأرزن ، وهو غير مناسب هنا اهـ . فكأنه ظن أن المراد بالأرزن من الدخن ، والله أعلم . قال في القاموس : الأرزن ويضم شجر الصنوبر ، كالأرزة ، أو العرعر وبالتحريك شجر الأرزن وهو شجر صلب . ( المجذية ) قال ميرك : بضم الميم وإسكان الجيم وذال معجمة مكسورة وياء آخر الحروف مخففة ، وهي الثابتة القائمة . ( التي لا يصيبها شيء ) أي : من الميلان باختلاف الرياح . ( وحتى يكون انجعافها ) قال ميرك : بالنون والجيم - المهملة والفاء بعد الألف . قال الطيبـي أي : انقطاعها وانقلاعها ، وهو مطاوع من جعف . ( مرة واحدة ) : فكذلك المنافق والفاسق يقل لهم الأمراض والمصائب لئلا يحصل لهم كفارة ولا ثواب . ( متفق عليه ) : ورواه النسائي ، قاله ميرك .

التالي السابق


الخدمات العلمية