صفحة جزء
[ ص: 1131 ] 1543 - وعن جابر - رضي الله عنه - قال : دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أم السائب فقال : ما لك تزفزفين ؟ ! " قالت : الحمى - لا بارك الله فيها - قال : " لا تسبي الحمى ; فإنها تذهب خطايا بني آدم ، كما يذهب الكير خبث الحديد " رواه مسلم .


1543 - ( وعن جابر قال : دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أم السائب فقال : " ما لك تزفزفين ؟ ! ) " : بالزايين بصيغة المعلوم والمجهول ، فإنه لازم ومتعد ، وفي نسخة صحيحة بالراءين المهملتين على بناء الفاعل . قال الطيبـي : رفرف الطائر بجناحيه إذا بسطهما عند السقوط على شيء ، والمعنى ما لك ترتعدين ، ويروى بالزاي : من الزفزفة وهي الارتعاد من البرد ، والمعنى ما سبب هذا الارتعاد الشديد ؟ . ( قالت : الحمى ) أي : النوع المركب من البلغم والصفراء الموجب لانزعاج البدن وشدة تحركه . ( لا بارك الله فيها ) : مبتدأ وخبر ، والجملة تتضمن الجواب أو تقديره تأخذني الحمى ، أو الحمى معي ، والجملة بعده دعائية . ( فقال : " لا تسبي الحمى ) أي : بجميع أقسامها . ( فإنها تذهب ) أي : تمحو وتكفر وتزيل . ( خطايا بني آدم ) أي : مما يقبل التكفير . ( كما يذهب الكير ) : بالكسر . ( خبث الحديد ) : بفتحتين أي : وسخه . قال الطيبـي : كير الحداد ، وهو المبني من الطين ، وقيل : الزق الذي ينفخ به النار والمبني الكور . ( رواه مسلم ) .

وذكر السيوطي في " كشف الغمى في أخبار الحمى " ، عن الحسن مرفوعا قال : " إن الله ليكفر عن المؤمن خطاياه كلها بحمى ليلة " . قال ابن المبارك : هذا من جيد الحديث . وعن أبي الدرداء قال : حمى ليلة كفارة سنة " . وعن أبي أمامة مرفوعا : الحمى كير من جهنم ، وهي نصيب المؤمن من النار " . وفي حديث " إن الحمى حمى أمتي من جهنم " ، وعن أبي بن كعب أنه قال : يا رسول الله ، ما جزاء الحمى ؟ قال : تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق " قال أبي : اللهم إني أسألك حمى لا تمنعني خروجا في سبيلك ، ولا خروجا إلى بيتك ، ومسجد نبيك . قال الراوي : فلم يمش أبي قط إلا وبه حمى .

التالي السابق


الخدمات العلمية