صفحة جزء
1548 - وعن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إسرائيل ، أو على من كان قبلكم ، فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض ، وأنتم بها ، فلا تخرجوا فرارا منه " . متفق عليه .


1548 - ( وعن أسامة بن زيد ) أي : ابن حارثة . ( قال : قال رسول الله : " الطاعون رجز ) : بكسر الراء أي : عذاب . ( أرسل على طائفة من بني إسرائيل ، أو على من كان قبلكم ، فإذا سمعتم به بأرض ) : قال الطيبـي : هم الذين قيل لهم : ( ادخلوا الباب سجدا فخالفوا . قال تعالى : فأرسلنا عليهم رجزا من السماء . قال ابن الملك : فأرسل الله عليهم الطاعون ، فمات منهم في ساعة أربعة وعشرون ألفا من شيوخهم وكبرائهم ، وأراد بالباب باب القبة التي يصلي إليها موسى - عليه السلام - ببيت المقدس ، أو على من كان قبلكم ، شك من الراوي . فإذا سمعتم به بأرض قال الطيبـي : الباء الأولى متعلقة بسمعتم على تضمين أخبرتم ، وبأرض حال أي : واقعا في أرض . ( فلا تقدموا عليه ) : بضم التاء من الإقدام . وفي بعض النسخ بفتح التاء والدال . قال زين العرب : المحفوظ ضم التاء . وقال التوربشتي : فتح التاء بعض الرواة وضم الدال من قولهم : قدم يقدم ، ومنهم من فتح الدال من قولهم : قدم من سفره يقدم قدوما ، والمحفوظ عند حفاظ الحديث ضم التاء من قولهم : أقدم على الأمر إقداما . قال ابن الملك : أي : لا تدخلوا عليه . وروي أنه - عليه الصلاة والسلام - لما بلغ الحجر ديار ثمود المعذبين فيها منع أصحابه الدخول فيها ، ويؤيده قوله - عليه الصلاة والسلام - : " إذا مررتم بأرض قوم معذبين فأسرعوا لا يصيبكم ما أصابهم " . ( وإذا وقع بأرض ، وأنتم بها ، فلا تخرجوا فرارا منه ) : قال ابن الملك : فإن العذاب لا يدفعه الفرار ، وإنما يمنعه التوبة والاستغفار . وقال الطيبـي : فيه : أنه لو خرج لحاجة فلا بأس ، وقال بعضهم : الطاعون لما كان عذابا نهى عن الإقدام ; فإنه تهور وإقدام على الخطر ، والعقل يمنعه ، ونهى عن الفرار أيضا ; فإن الثبات فيه تسليم لما لم يسبق منه اختيار فيه ، ويحتمل أنه كره ذلك لما فيه من تضييع المرضى والموتى لو تحول الأصحاء عنهم . وقال القاضي : في الحديث النهي عن استقبال البلاء ، فإنه تهور ، وعن الفرار فإنه فرار من القدر ولا ينفعه . قال الخطابي : أحد الأمرين تأديب وتعليم ، والآخر تفويض وتسليم . ( متفق عليه . قال ميرك : ورواه الترمذي ، والنسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية