صفحة جزء
الفصل الثاني

1621 - عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة " . رواه أبو داود .


( الفصل الثاني )

1621 - ( عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كان آخر كلامه ) برفع آخره وقيل بنصبه . ( لا إله إلا الله ) محله النصب أو الرفع على الخبرية أو الاسمية . قال ميرك : المراد به قرينته ، فإنه بمنزلة علم لكلمة الإيمان كأنه قال : من آمن بالله ورسوله في الخاتمة دخل الجنة ) قوله : المراد مع قرينته فإنه بمنزلة علم الظاهر ، أو لأنه بمنزلة علم فيجوز الاكتفاء به لفظا وإن كان يراد قرينته معنى ، وهو ظاهر إطلاق الحديث . ( دخل الجنة ) أما قبل العذاب [ ص: 1169 ] دخولا ، أو بعد أن عذب بقدر ذنوبه ، والأول الأظهر ليتميز به عن غيره من المؤمنين الذين لم يكن آخر كلامهم هذه الكلمة . قال الطيبـي : فإن قلت : كثير من المخالفين كاليهود والنصارى يتكلمون بهذه الكلمة فلابد من ذكر قرينتها : محمد رسول الله . قلت : إن القرينة صدوره عن صدر الرسالة اهـ . ولم يظهر وجهه فالأوجه في الجواب أنه لا بد من ذكر القرينة في متجدد الإسلام ، وأما المؤمن المشحون قلبه بمحبة سيد الأنام ، واعترافه بنبوته - عليه الصلاة والسلام - فيكتفى عنه بكلمة التوحيد المتضمن للنبوة والبعث وغيرها في آخر الكلام ، والله تعالى أعلم بالمراد . مع أنه قد يقال : المراد به الشهادتان ، وأنه علم لهما ، والظاهر أن الكلام شامل للساني والنفساني لرواية وهو يعلم ولا شك أن الجمع أفضل ، والمراد على القلب من المعرفة . ( رواه أبو داود ) قال السيوطي : ورواه أحمد والحاكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية