صفحة جزء
[ ص: 1192 ] ( 5 ) المشي بالجنازة ، والصلاة عليها

الفصل الأول

1646 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسرعوا بالجنازة ، فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه ، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم " متفق عليه " .


( 5 ) باب المشي أي : آدابه بالجنازة

أي : بالسرير ، أو بالميت ، في المغرب : الجنازة بالكسر السرير ، وبالفتح الميت ، وقيل : هما لغتان ، وقيل : بالكسر الميت ، والسرير الذي يحمل عليه الميت ، وبالفتح هو السرير لا غير . ( والصلاة ) : عطف على المشي . ( عليها ) أي : على الجنازة ، أي : الميت .

الفصل الأول

1646 - ( عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسرعوا بالجنازة ) " : وضابط الإسراع أخذا من خبر ضعيف : أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن شدة المسير بها فقال : ما دون الخبب بأن يكون مشين بها فوق المشي المعتاد ودون الخبب ، وهو شدة المشي مع تقارب الخطا . قال الشافعي في الأم : ويمشي بها على أسرع سجية مشي لا الإسراع الذي يشق على من يشيعها ، إلا أن يخاف تغيرها أو انفجارها فيجعل بها ما قدروه . ( فإن تك صالحة ) أي : فإن تكن الجنازة صالحة أو مؤمنة . قال المظهر : الجنازة بالكسر الميت وبالفتح السرير ، فعلى هذا أسند الفعل إلى الجنازة وأريد الميت . ( فخير ) أي : فحالها خير ، أو فعلها خير . ( تقدمونها ) : بالتشديد . ( إليه ) أي : فإن كان حال ذلك الميت حسنا طيبا ، فأسرعوا به حتى يصل إلى تلك الحالة الطيبة عن قريب . ( وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم ) .

وقال الطيبي : جعلت الجنازة عين الميت ، ووصفت بأعماله الصالحة ، ثم عبر عن الأعمال الصالحة بالخير ، وجعلت الجنازة التي هي مكان الميت مقدمة على ذلك الخير ، فكنى بالجنازة عن العمل الصالح مبالغة في كمال هذا المعنى ، ولما لاحظ في جانب العمل الصالح هذا قابل قرينته بوضع الشر عن الرقاب ، وكان أثر عمل الرجل الصالح راحة له ، فأمر بإسراعه إلى ما يستريح إليه ، وأثر عمل الرجل الغير الصالح مشقة عليهم ، فأمر بوضع جيفته عن رقابهم ، فالضمير في " إليه " راجع إلى الخير باعتبار الثواب والإكرام ، فمعناه قريب مما مر من قوله : " مستريح أو مستراح منه " . وقال المالكي في التوضيح : " إليها " بالتأنيث ، وقال : أنث الضمير العائد إلى الخير وهو مذكر ، فكاد يسعى أن يقول : فخير قدمتموها إليه ، لكن المذكر مجوز تأنيثه إذا أول بمؤنث كتأويل الخير الذي يقدم النفس الصالحة لا لرحمة أو بالحسنى أو باليسرى . وقال الكرماني : فخير تقدمونها إليه خبر لمبتدأ محذوف أي : فهي خير تقدمونها إليه ، أو هو مبتدأ ، أي : فثمة خير تقدمون الجنازة إليه ، يعني حاله في القبر حسن طيب ، فأسرعوا بها حتى يصل إلى تلك الحالة قريبا ، وقوله : فشر تضعونه . أي : إنها بعيدة عن الرحمة ، فلا مصلحة لكم في مصاحبتها ، ويؤخذ منه سنة ترك مصاحبة أهل البطالة وغير الصالحين . ( متفق عليه ) قال ميرك : ورواه الأربعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية