صفحة جزء
1696 - وعن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ، ولا قبرا مشرفا إلا سويته ، رواه مسلم .


1696 - ( وعن أبي الهياج ) بتشديد التحتية . ( الأسدي ) بفتح السين ويسكن . ( قال : قال لي علي : ألا أبعثك ) بتشديد اللام للتخضيض وقيل بفتحها للتنبيه . ( على ما بعثني عليه ) أي : أرسلني إلى تغييره ، ولذا عدي بعلى . قال التوربشتي : أي : ألا أرسلك للأمر الذي أرسلني له . ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وإنما ذكر تعديته بحرف على لما في البعث من معنى الاستعلاء والتأمير ، أي : هلا أجعلك أميرا على ذلك كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن لا تدع ) أن مصدرية ، ولا نافية ، خبر مبتدأ محذوف ، أي : هو أن لا تدع وقيل أن تفسيرية ولا ناهية أي : لا تترك . ( تمثالا ) أي : صورة . ( إلا طمسته ) أي : محوته وأبطلته ، والاستثناء من أعم الأحوال ، في الأزهار قال العلماء : التصوير حرام ، والمحو واجب ، حيث لا يجوز الجلوس في مشاهدته . ( ولا قبرا مشرفا ) هو الذي بني عليه حتى ارتفع دون الذي أعلم عليه بالرمل والحصباء ، أو محسومة بالحجارة ليعرف ولا يوطأ . ( إلا سويته ) في الأزهار قال العلماء : يستحب أن يرفع القبر قدر شبر ، ويكره فوق ذلك ، ويستحب الهدم ، ففي قدره خلاف ، قيل إلى الأرض تغليظا ، وهذا أقرب إلى اللفظ ، أي : لفظ الحديث من التسوية ، وقال ابن الهمام : هذا الحديث محمول على ما كانوا يفعلونه من تعلية القبور بالبناء العالي ، وليس مرادنا ذلك بتسنيم القبر بل بقدر ما يبدو من الأرض ، ويتميز عنها ، والله سبحانه أعلم . ( رواه مسلم ) قال ميرك : ورواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية