صفحة جزء
1698 - وعن أبي مرثد الغنوي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تجلسوا على القبور ، ولا تصلوا إليها ، رواه مسلم .


1698 - ( وعن أبي مرثد ) بفتح الميم والمثلثة . ( الغنوي ) بفتحتين . ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تجلسوا على القبور ) . قال ابن الهمام : وكره الجلوس على القبر ووطأه وحينئذ فما يصنعه الناس ممن دفنت أقاربه ثم دفنت حواليه من وطء تلك القبور إلى أن يصل إلى قبر قريبه مكروه ، ويكره النوم عند القبر ، وقضاء الحاجة ، بل أولى ، ويكره كل ما لم يعهد من السنة ، والمعهود منها ليس إلا زيارتها والدعاء عندها قائما ، كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى البقيع ، ويقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، أسأل الله لي ولكم العافية . ( ولا تصلوا ) أي : مستقبلين . ( إليها ) لما فيه من التعظيم البالغ ، لأنه من مرتبة المعبود فجمع بين الاستحقاق العظيم والتعظيم البليغ قاله الطيبـي ، ولو كان هذا التعظيم حقيقة للقبر أو لصاحبه لكفر المعظم ، فالتشبه به مكروه ، وينبغي أن تكون كراهة تحريم ، وفي معناه ، بل أولى منه الجنازة الموضوعة ، وهو مما ابتلي به أهل مكة حيث يضعون الجنازة عند الكعبة ثم يستقبلون إليها ، وأما قول ابن حجر : مستقبلين إليها وعندها فغير ظاهر من الحديث ، بل مناف لمفهوم . ( إليها ) فتأمل . ( رواه مسلم ) قال ميرك : ورواه الترمذي .

التالي السابق


الخدمات العلمية