صفحة جزء
1731 - وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة . رواه البخاري .


1731 - ( وعنه ) أي : عن أبي هريرة . ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله : ما لعبدي ) أي : ليس لعبدي . ( المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه ) أي : مختاره ومحبوبه من الولد أو الوالد أو غيرهما . في النهاية : صفي الرجل : الذي يصافيه الود ، ويخلصه له ، فعيل بمعنى فاعل أو مفعول ، وقيل : إنه ولد لا يكون له غيره ، قلت : أو مثله . ( من أهل الدنيا ) ظاهره إفادة العموم لا تفيد خصوص الولد . قال الطيبي : وإنما قيده بأهل الدنيا ليؤذن بأن الصفي إذا كان من أهل الآخرة كان جزاؤه وراء الآخرة ، وهو رضوان الله ، ورضوان الله أكبر انتهى ، وتعقبه ابن حجر بما لا طائل تحته ، وجعله بيانا للواقع . ( ثم احتسبه ) أي : صبر عليه طالبا للثواب ، وضمير المفعول للصنع ، كذا قاله ابن الملك : والظاهر أن الضمير للمصدر المفهوم من قبضت ، أي : احتسب قبض صفيه ، وموت حبيبه ، أي : طلب الثواب الجزيل بالصبر الجميل على مفارقة الخليل ، وبالرضا على قضاء الرب الجليل . ( إلا الجنة ) بالنصب والرفع أي : ما له جزاء إلا الجنة ، ويؤخذ من هذا الحديث أن الثواب المترتب على الثلاثة والاثنين مرتب على الواحد كما في رواية البخاري .

التالي السابق


الخدمات العلمية