صفحة جزء
1782 - وعن جابر بن عتيك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " سيأتيكم ركيب مبغضون ، فإذا جاءوكم فرحبوا بهم ، وخلوا بينهم وبين ما يبتغون ، فإن عدلوا فلأنفسهم ، وإن ظلموا فعليهم ، وأرضوهم فإن تمام زكاتكم رضاهم ، وليدعوا لكم " . رواه أبو داود . .


1782 - ( وعن جابر بن عتيك ) بفتح العين وكسر التاء الفوقية ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيأتيكم ركيب ) تصغير ركب وهو اسم جمع للراكب ، فلذا صغر على لفظه ، ولو كان جمعا لراكب كما قيل لقيل : رويكبون أي سعاة وعمال للزكاة ( مبغضون ) بفتح الغين المشددة أي يبغضون طبعا لا شرعا ، لأنهم يأخذون محبوب قلوبهم ، وقيل : معناه أنه قد يكون بعض العمال سيء الخلق ، والأول أوجه ( فإذا جاءوكهم فرحبوا بهم ) أي قولوا لهم مرحبا وأهلا وسهلا ، وأظهروا الفرح بقدومهم ، وعظموهم ( وخلوا ) أي اتركوا ( بينهم وبين ما يبتغون ) أي ما يطلبون من الزكاة ، قال ابن الملك : يعني لا تمنعوهم وإن ظلموكم ، لأن مخالفتهم مخالفة السلطان ، لأنهم مأمورون من جهته ، ومخالفة السلطان تؤدي إلى الفتنة . اهـ ، وهو كلام المظهر بناء على أنه عم الحكم في جميع الأزمنة ، قال الطيبي : وفيه بحث ; لأن العلة لو كانت هي المخالفة لجاز الكتمان ، لكنه لم يجز لقوله في الحديث أفنكتم من أموالنا بقدر ما يعتدون ؟ قال : " لا " ( فإن عدلوا ) أي في أخذ الزكاة ( فلأنفسهم ) أي فلهم الثواب ( وإن ظلموا ) بأخذ الزكاة أكثر مما وجب عليكم أو أفضل أي على الفرض والتقدير أو على زعمكم ( فعليهم ) وفي المصابيح : فعليها ، أي فعلى أنفسهم إثم ذلك الظلم ، ولكم الثواب بتحمل ظلمهم ( وأرضوهم ) أي اجتهدوا في إرضائهم ما أمكن بأن تعطوهم الواجب من غير مطل ولا غش ولا خيانة ( فإن تمام زكاتكم ) أي كمالها ( رضاهم ) بالقصر وقد يمد أي حصول رضاهم ( وليدعوا ) بسكون اللام وكسرها ( لكم ) وهو أمر ندب لقابض الزكاة ساعيا أو مستحقا أن يدعو للمزكي ، ويصح أن تكون اللام المفتوحة للتعليل ، والتقدير أرضوهم لتتم زكاتكم وليدعوا ، وفيه إشارة إلى أن الاسترضاء سبب لحصول الدعاء ، ووصول القبول ، قال الطيبي : وما ذكره في المعنى في قوله " مبغضون " أوجه لأن في قوله " سيأتيكم " إلخ إشعارا بأنهم عمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وينصره شكوى القوم منهم في الحديث الذي يليه ، ومن المعلوم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يستعمل ظالما ، فالموت أنه سيأتيكم عمال يطلبون منكم زكاة أموالكم ، والنفس مجبولة على حب المال ، فتبغضونهم وتزعمون أنهم ظالمون ، وليسوا بذلك ، وقوله " وإن عدلوا " ، " وإن ظلموا " مبني على هذا الزعم ، ولو كانوا ظالمين في الحقيقة كيف يأمرهم بالدعاء لهم بقوله " ويدعوا لكم " ( رواه أبو داود ) قال ميرك : وفي إسناده ثابت بن قيس الغفاري ، قال ابن معين : ضعيف ، وقال أحمد : ثقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية