صفحة جزء
[ ص: 1320 ] 1863 - وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا ابن آدم إن تبذل الفضل خير لك ، وإن تمسكه شر لك ، ولا تلام على كفاف ، وابدأ بمن تعول " ، رواه مسلم .


1863 - ( وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا ابن آدم إن تبذل الفضل ) أي : إنفاق الزيادة على قدر الحاجة والكفاف ، فإن مصدرية مع مدخولها مبتدأ خبره ( خير لك ) أي في الدنيا والأخرى ، وفي التعبير بالفضل دون مطلق المال إشعار بأنه لا ينبغي له أن يضيع المال ، ففي الخبر " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت " ، وقد جاء رجل بمثل البيضة من ذهب فقال : يا رسول الله خذها فهي للصدقة وما أملك غيرها ، فأعرض عنه - عليه السلام - إلى أن أعاد عليه القول ثلاث مرات ، ثم أخذها ورماه بها رمية لو أصابته لأوجعته ، ثم قال : " يأتي أحدكم بما يملك فيقول هذه صدقة ثم يقعد يتكفف وجوه الناس ، خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى " والمراد إما غنى مالي فضلا عما أعطاه ، وإما غنى قلبي متكل على فضل مولاه ، ولهذا لما تصدق أبو بكر بجميع ماله قرره - صلى الله عليه وسلم - لما عرف من كمال حاله ، وأراد عمر ذلك فأمره بإمساك بعض ماله ( وإن تمسكه ) أي : ذلك الفضل وتمنعه ( شر لك ) أي : عند الله وعند الناس ( ولا تلام على كفاف ) بالفتح وهو من الرزق القوت وهو ما كف عن الناس وأغنى عنهم ، والمعنى : لا تذم على حفظه وإمساكه أو على تحصيله وكسبه ، ومفهومه أنك إن حفظت أكثر من ذلك ولم تتصدق بما فضل عنك فأنت مذموم وبخيل وملوم ( وابدأ ) أي : ابتدئ في إعطاء الزائد على قدر الكفاف ( بمن تعول ) أي : بمن تمونه ويلزمك نفقته ( رواه مسلم ) قال ميرك : ورواه الترمذي ، وأخرج البخاري منه قوله " وابدأ بمن تعول " من حديث ابن عمر وغيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية