صفحة جزء
1866 - وعن حارثة بن وهب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فإنه يأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها ، يقول الرجل : لو جئت بالأمس لقبلتها ، فأما اليوم فلا حاجة لي بها " متفق عليه .


1866 - ( وعن حارثة بن وهب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : تصدقوا ) أي : اغتنموا التصدق عند وجود المال وعند حصول من يقبله ، واقبلوا منة الفقير في أخذه منكم ، فالمعنى تصدقوا قبل أن لا تتصدقوا ، على سنن حجوا قبل أن لا تحجوا ( فإنه ) أي : الشأن ( يأتي عليكم ) أي على بعضكم ( زمان يمشي الرجل بصدقته ) أي : يذهب بها ( فلا يجد من يقبلها ) قيل : هو زمان المهدي ونزول عيسى - عليه الصلاة والسلام - وقيل : زمان أشراط الساعة كما ورد : " لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل زكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها ( يقول الرجل ) أي : الفقير ، والمعنى كل رجل عرضت عليه وكان من قبل مستحقا لها ( لو جئت بها ) أي : بالصدقة ( بالأمس ) أي : قبل ذلك من الزمن الماضي حال فقري ( لقبلتها فأما اليوم ) أي : الآن ( فلا حاجة لي بها ) وهو إما من غناه الصوري من إصابة المال أو لغناه المعنوي من حصول الزهد في الدنيا ووصول الكمال ، قال ابن الملك : يعني يصير الناس كلهم أغنياء في ذلك الزمان راغبين في الآخرة وتاركين للدنيا يقنعون بقوت يوم ولا يدخرون المال للمآل ( متفق عليه ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية