صفحة جزء
2077 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا دعي أحدكم إلى طعام وهو صائم فليقل : إني صائم ) . وفي رواية قال : ( إذا دعي أحدكم فليجب ، فإن كان صائما فليصل ، وإن كان مفطرا فليطعم ) رواه مسلم .


2077 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا دعي أحدكم إلى طعام وهو صائم " ) أي : نفلا قاله ابن حجر . ولا دلالة في الحديث لاحتمال أن يكون صوم قضاء ونحوه . ( فليقل ) أي : ندبا ( إني صائم ) قال ابن الملك : أمر - صلى الله عليه وسلم - المدعو حين لا يجيب الداعي أن يعتذر عنه بقوله : إني صائم ، وإن كان يستحب إخفاء النوافل لئلا يؤدي ذلك إلى عداوة وبغض في الداعي .

( وفي رواية قال : إذا دعي أحدكم فليجب ) : أي الدعوة ( فإن كان صائما فليصل ) قال الطيبي : أي ركعتين في ناحية البيت ، كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيت أم سليم ، وقيل : فليدع لصاحب البيت بالمغفرة ، وقال ابن الملك : بالبركة ، أقول : ظاهر حديث أم سليم أن يجمع بين الصلاة والدعاء . قال المظهر : والضابط عند الشافعي أنه إن تأذى المضيف بترك الإفطار أفطر ، فإنه أفضل وإلا فلا ( وإن كان مفطرا فليطعم ) : أي : فليأكل ندبا ، وقيل : وجوبا ، قاله ابن حجر . والأظهر أنه يجب إذا كان يتشوش خاطر الداعي ، ويحصل به المعاداة إن كان الصوم نفلا ، وإن كان يعلم أنه يفرح بأكله ولم يتشوش بعدمه فيستحب ، وإن كان الأمران مستويين عنده فالأفضل أن يقول : إني صائم ، سواء حضر أو لم يحضر ، والله أعلم . ( رواه مسلم ) . وروى أحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، عن أبى هريرة بلفظ : ( إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب ، فإن كان مفطرا فليأكل ، وإن كان صائما فليصل ) . وفي رواية الطبراني ، عن ابن مسعود : وإن كان صائما فليدع بالبركة . كذا في الجامع الصغير للسيوطي .

[ ص: 1432 ] والعجب من ابن الهمام حيث قال : ومنع المحققون كون الضيافة عذرا كالكرخي ، وأبو بكر الرازي ، واستدلا بما روي عنه - عليه الصلاة والسلام - : " إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب ، فإن كان مفطرا فليأكل ، وإن كان صائما فليصل " . أي : فليدع لهم ، والله أعلم بحال هذا الحديث . وقول بعضهم : ثبت موقوفا على ابتداء ثبت ، ثم لا يقوى قوة حديث سلمان ، يعني حديث البخاري : آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين سلمان وأبى الدرداء ، فزار سلمان أبا الدرداء ، فرأى أم الدرداء متبذلة فقال لها : ما شأنك ؟ قالت : أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا ، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما ، فقال : كل ، فإني صائم . قال : ما آكل حتى تأكل ، فأكل ، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم ، فقال له سلمان : نم ، فنام ، ثم ذهب يقوم فقال : نم ، فلما كان من آخر الليل قال سلمان : قم الآن . قال : فصلينا ، فقال له سلمان : إن لربك عليك حقا ، ولنفسك عليك حقا ، ولأهلك عليك حقا ، فأعط كل ذي حق حقه ، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له فقال : ( صدق سلمان ) .

وهذا مما استدل به القائلون بأن الضيافة عذر ، وكذا ما أسند الدارقطني إلى جابر قال : صنع رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعاما ، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، فلما أتى بالطعام تنحى رجل منهم ، فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( ما لك ؟ ) قال : إني صائم . فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( تكلف أخوك وصنع طعاما ثم تقول إني صائم ، كل وصم يوما مكانه ) اهـ .

قال الشمني : ورواه أبو داود والطيالسي في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ : ( أخوك تكلف وصنع لك طعاما ودعاك ، أفطر واقض يوما مكانه ) ورواه الدراقطني من حديث جابر ، وقال : إن الرجل الذي صنع أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - .

التالي السابق


الخدمات العلمية