أي فضيلتها : وبيان أرجى أوقاتها . قال النووي : قال العلماء : وإنما سميت بذلك لما يكتب فيها الملائكة من الأقدار والأرزاق والآجال التي تكون في تلك السنة لقوله - تعالى - : فيها يفرق كل أمر حكيم ، وقوله - تعالى - : تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر ومعناه يظهر للملائكة ما سيكون فيها ، ويأمرهم بفعل ما هو من وظيفتهم ، وكل ذلك مما سبق علم الله - تعالى - به وتقديره له ، وقيل : سميت بها لعظم قدرها وشرف أمرها ، وأجمع من يعتد به على وجودها ودوامها إلى آخر الدهر للأحاديث الصحيحة المشهورة .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : اختلفوا في محلها فقال بعضهم : هي تكون منتقلة في سنة في ليلة ، وفي سنة أخرى في ليلة أخرى ، وهذا يجمع بين الأحاديث الدالة على الأوقات المختلفة ، وهو قول مالك nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري وأحمد وإسحاق وأبي ثور ، وقال غيرهم : إنما تنتقل في العشر الأواخر من رمضان ، وقيل : إنها معينة لا تنتقل أبدا ، وعلى هذا قيل : هي في السنة كلها ، وهو قول ابن مسعود ، وأبي حنيفة ، وقيل : في شهر رمضان كله ، وهو قول ابن عمر وجماعة من الصحابة ، وقيل : تختص بالأوتار من العشر اهـ . وقيل : تختص بالسبعة والعشرين ، وعليه كثير من العلماء .
وقال بعض علمائنا : ذهب أكثر أهل العلم إلى أن ليلة القدر إحدى ليالي السبع الأواخر ، وهي ليلة إحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين ، وسبع وعشرين . وقيل : أول ليلة من رمضان ، أو ليلة نصفه ، أو ليلة سبع عشرة . وقيل : ليلة نصف شعبان ، وهل هي خاصة بهذه الأمة ؟ فالأصح نعم ، ذكره ابن حجر - والله أعلم - ويؤيده سبب نزول سورة ليلة القدر حيث كانت تسلية لهذه الأمة القصيرة العمر . قال التوربشتي : إنما جاء القدر بتسكين الدال ، وإن كان الشائع في القدر الذي هو قرين القضاء فتح الدال ، ليعلم أنه لم يرد بذلك ، فإن القضاء سبق الزمان ، وإنما أريد به تفصيل ما قد جرى به القضاء وتبيينه وتحديده في المدة التي بعدها إلى مثلها من القابل ، ليحصل ما يلقى إليهم فيها مقدارا بمقدار .
الفصل الأول
2083 - ( عن عائشة قالت - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : تحروا ) أي : اطلبوا ( ليلة القدر في الوتر ) أي في ليالي الوتر ( من العشر الأواخر من رمضان ) : في النهاية : أي : تعمدوا طلبها فيها ، واجتهدوا فيها . ( رواه البخاري ) .