صفحة جزء
2099 - وعن أبي هريرة قال : كان يعرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن كل عام مرة ، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض ،وكان يعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض . رواه البخاري .


2099 - ( وعن أبي هريرة قال : كان يعرض ) على بناء المجهول ، وفي نسخة بصيغة المعلوم ، وقال بعض الشراح : هو فعل لم يسم فاعله للعلم به ، أي جبريل كان يعرض ( على النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن كل عام مرة ) ، أي من الختم ( فعرض ) ، أي القرآن ( عليه ) ، أي على النبي ( مرتين في العام الذي قبض ) ، أي توفي فيه ، وفيه ليس من أصل الحديث في أصولنا ، ثم هذا المقدار من الحديث قال ميرك : متفق عليه ورواه النسائي وابن ماجه ، قال الطيبي : دل ظاهر الحديث على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو المعروض عليه في العام الذي توفاه الله فيه ، وفي غيره ، وقد روي أن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العام الذي توفي فيه ، فقيل : يحمل هذا الحديث على القلب ليوافق هذا المروي الحديث السابق اهـ والأظهر في الجمع بين الحديثين أنه كانت القراءة معارضة ومدارسة بينه وبين جبريل - عليهما الصلاة والسلام - فمرة هذا يقرأ ومرة هذا يقرأ ، وهو يحتمل احتمالين : أحدهما وهو الأظهر أن [ ص: 1448 ] جبريل كان يقرأ أولا بعضا من القرآن ثم يعيده بعينه - صلى الله عليه وسلم - احتياطا للحفظ ، واعتمادا للضبط ، وثانيهما أن أحدهما يقرأ عشرا مثلا والآخر كذلك ، وهو المدارسة المتعارفة بين القراء ، ويؤيد ما قلنا أنه ورد في بعض الروايات في النهاية كان يعارضه القرآن ، أي يدارسه من المعارضة المقابلة ومنه عارضت الكتاب بالكتاب ، أي قابلته به ، والله أعلم ( وكان ) ، أي غالبا ( يعتكف كل عام عشرا ) ، أي من آخر رمضان ( فاعتكف عشرين ) بكسر العين والراء ، وفي نسخة بفتحهما على التثنية ( في العام الذي قبض ) ، أي توفي فيه ، ولعل وجه التضعيف في العام الآخر من العرض والاعتكاف إعلامه بقرب وفاته ، وتنبيه لأمته أن يتأكد على كل إنسان في أواخر حياته أن يستكثر من الأعمال الصالحة ، وأن يكون على غاية من الاستعداد للقائه تعالى ، والقيام بين يديه ، ويحتمل أنه وقع كل ختم في عشر ( رواه البخاري ) قال ميرك : ورواه أبو داود وابن ماجه ، وقد جعل المؤلف هذا والذي قبله حديثا واحدا ، وليس كذلك بل هما حديثان ، الأول متفق عليه ، والثاني من أفراد البخاري قاله الجزري .

التالي السابق


الخدمات العلمية