صفحة جزء
2115 - وعن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين " رواه مسلم .


2115 - ( وعن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الله يرفع بهذا الكتاب ) ، أي بالإيمان به وتعظيم شأنه والعمل به ، والمراد بالكتاب القرآن البالغ في الشرف وظهور البرهان مبلغا لم يبلغه غيره من الكتب المنزلة على الرسل المتقدمة ( أقواما ) ، أي درجة جماعات كثيرة في الدنيا والآخرة بأن يحييهم حياة طيبة في الدنيا ويجعلهم من الذين أنعم الله عليهم في العقبى ( ويضع به آخرين ) ، أي الذين كانوا على خلاف ذلك من مراتب الكاملين إلى أسفل السافلين ، قال - تعالى - يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا فهو ماء للمحبوبين دماء للمحجوبين ، وقال - عز وجل - وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا قال الطيبي : فمن قرأه وعمل به مخلصا رفعه الله ، ومن قرأه مرائيا غير عامل به وضعه الله ( رواه مسلم ) وذكر البغوي بإسناده في المعالم أن نافع بن الحارث لقي عمر بن الخطاب بعسفان وكان عمر قد استعمله على أهل مكة ، فقال له عمر : من استخلفت على أهل الوادي ، أي أهل مكة ؟ قال : استخلفت عليهم ابن أبزى ، فقال : ومن ابن أبزى ؟ قال : مولى من موالينا ، قال عمر : فاستخلفت عليهم مولى ، قال : يا أمير المؤمنين إنه رجل قارئ القرآن عالم بالفرائض قاض ، فقال عمر : أما أن نبيكم - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الله - تعالى - يرفع بهذا القرآن أقواما ويضع به آخرين " .

التالي السابق


الخدمات العلمية