صفحة جزء
2236 - وعن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل ، أو كف عنه من السوء مثله ، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم " ( رواه الترمذي ) .

2237 - وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " سلوا الله من فضله ، فإن الله يحب أن يسأل ، وأفضل العبادة انتظار الفرج " ( رواه الترمذي ، وقال هذا حديث غريب ) .


2236 - ( وعن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل " : أي : إن جرى في الأزل تقدير إعطائه ما سأل . " أو كف عنه من السوء مثله " أي : دفع عنه من البلاء عوضا مما منع قدر مسئوله إن لم يجر التقدير . قال الطيبي : فإن قلت : كيف مثل جلب النفع بدفع الضرر ، وما وجه التشبيه ؟ قلت : الوجه ما هو السائل مفتقر إليه ، وما هو ليس مستغنيا عنه . وقال ابن حجر : أي يدفع الله عنه سوءا تكون الراحة في دفعه بقدر الراحة التي تحصل له لو أعطي ذلك المسئول ، فالمثلية باعتبار الراحة في دفع ذلك وجلب هذا ، ثم تبجح ، وقال : ومن ذكرته في تقرير هذه أوضح ، بل أصوب من قول الشارح ، قلت : إطلاق الأصوبية خطأ لأن مراده المثلية الحقيقية ، فإنه إذا كان في القضاء المعلق أنه يؤخذ دينار مثلا من ماله ، وهو يطلب من الله تعالى دينارا زائدا على ما له ، فإما أنه تعالى يزيد من فضله ، أو يدفع عنه السارق ، أو الظالم عنه حتى لا يأخذ من ماله الدينار ، والراحة مترتبة عليها مفهومة من قول الطيبي ، مع أن الراحة في دفع السوء مجازية ، ولذا قيل : اليأس إحدى الراحتين . " ما لم يدع بإثم " : أي : بمعصية " أو قطيعة رحم " : تخصيص بعد تعميم . ( رواه الترمذي ) . وهاب ، معط ، غني ، مغن ، باسط " يحب أن يسأل " أي : من فضله ، وفيه إيماء إلى أن أحدا لم يقدر على عدله ، وأفضل العبادة انتظار الفرج " : أي : ارتقاب ذهاب البلاء والحزن بترك الشكاية إلى غيره تعالى ، وكونه أفضل العبادة لأن الصبر في البلاء انقياد للقضاء ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ( رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث غريب ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية