صفحة جزء
209 - وعن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إنه أبدع بي فاحملني فقال : ( ما عندي ) . فقال رجل : يا رسول الله ! أنا أدله على من يحمله . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " من دل على خير فله مثل أجر فاعله " . رواه مسلم .


209 - ( وعن أبي مسعود الأنصاري ) : هو أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري ، شهد العقبة الثانية ولم يشهد بدرا عند جمهور أهل العلم بالسير ، وقيل : إنه شهدها والأول أصح ، وإنما نسب إلى ماء بدر لأنه نزله فنسب إليه ، وسكن الكوفة ، ومات في خلافة علي ، روى عنه ابنه بشير ، وخلق سواه . ( قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إنه ) الضمير للشأن ( أبدع بي ) : على بناء المفعول يقال : أبدعت الراحلة إذا انقطعت عن السير لها ، لكلال جعل انقطاعها عما كانت مستمرة عليه إبداعا عنها ، أي : إنشاء أمر خارج عما اعتيد منها ، ومعنى أبدع بالرجل ، انقطع به راحلته ، كذا حققه الطيبي ، أي : انقطع راحلتي بي ، ولما حول للمفعول صار الظرف نائبه كسير بعمرو ، ( فاحملني ) : بهمزة الوصل أي : ركبني واجعلني محمولا على دابة غيرها ( فقال ) : - صلى الله عليه وسلم - ( ما عندي ) أي : لا أجد ما أحملكم عليه ( فقال رجل : يا رسول الله أنا أدله على من يحمله ) أي : من أغنياء المسلمين كعثمان أو ابن عوف ( فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( من دل ) أي : بالقول أو الفعل أو الإشارة أو الكتابة ( على خير ) أي : علم أو عمل مما فيه أجر وثواب ( فله ) : فللدال ( مثل أجر فاعله ) أي : من غير أن ينقص من أجره شيء ( رواه مسلم ) . وروى البزار عن ابن مسعود والطبراني عن سهل بن سعد ، وعن أبي مسعود بلفظ : " الدال على الخير كفاعله " . ورواه أحمد ، وعبد الرزاق في الجامع ، والضياء عن بريدة ، وابن أبي الدنيا عن أنس بلفظ : " الدال على الخير كفاعله والله يحب إغاثة اللهفان " . كذا في الجامع الصغير .

[ ص: 292 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية