صفحة جزء
2272 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة ، ومن اضطجع مضجعا لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة " رواه أبو داود ) .


2272 - ( وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : من قعد مقعدا ) : أي : مجلسا أو قعودا لم يذكر الله فيه ) : أي : في ذلك المجلس ، أو في ذلك الجلوس ( كانت ) : أي : القعدة ، وفي نسخة : كان أي : القعود ( عليه ) : أي : على القاعد ( من الله ) : أي : من جهة حكمه وأمره وقضائه وقدره ( ترة ) : بكسر التاء وتخفيف الراء أي : تبعة ومعاتبة ، أو نقصان وحسرة ، من وتره حقه : نقصه ، وهو سبب الحسرة ، ومنه قوله تعالى ولن يتركم أعمالكم والهاء عوض عن الواو المحذوفة مثل عدة ، وهو منصوب على الخبرية ، وفي نسخة بالرفع على أن الكون تام ( ومن اضطجع مضجعا ) : أي : مكان ضجعة وافتراش ( لا يذكر الله فيه كانت ) : أي : الاضطجاعة ، أو كان أي : الاضطجاع المذكور ، أو عدم ذكر الله ( عليه من الله ترة ) : بالوجهين .

قال الطيبي : كانت في الموضعين رويت على التأنيث في أبي داود وجامع الأصول ، وفي الحديثين اللذين يليانه على التذكير فيهما . أقول : فعلى رواية التأنيث في كانت ورفع ترة ينبغي أن يئول مرجع الضمير في كانت مؤنثا إلى القعدة ، أو الاضطجاعة ، فيكون ترة مبتدأ ، والجار والمجرور خبره ، والجملة خبر كان ، وأما على رواية التذكير ونصب ترة كما هو في المصابيح فظاهر ، والجار متعلق بترة ، ويؤيد هذه الرواية الأحاديث الآتية بعد اهـ . ويمكن أن يقال : تأنيث كان لتأنيث الخبر ، ثم المراد بذكر المكانين استيعاب الأمكنة كذكر الزمانين بكرة وعشيا لاستيعاب الأزمنة ، يعني : من فتر ساعة من الأزمنة ، وفي مكان من الأمكنة ، وفي حال من الأحوال من قيام وقعود ورقود ، كان عليه حسرة وندامة ، لأنه ضيع عظيم ثواب الذكر ، كما ورد : ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله فيها ، ثم في الحديث أتى " بلم " في الجملة الأولى ، وبلا في الجملة الثانية تفننا ، وكذا غاير بينهما في الحديثين الآتيين لذلك . قال الخطابي ، في قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : " لم تراعوا " معناه لا تخافوا ، والعرب توقع " لم " موقع " لا " ( رواه أبو داود ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية