صفحة جزء
[ ص: 1592 ] ( 3 ) ثواب التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير

الفصل الأول

2294 - عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أفضل الكلام أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر " وفي رواية : " أحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، لا يضرك بأيهن بدأت " ( رواه مسلم ) .


( 3 ) باب ثواب التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير

تخصيص - بعد تعميم من باب ذكر الله تعالى ، ووقع في نسخة ابن حجر تقديم التهليل على التحميد سهوا وتكلف في توجيهه .

الفصل الأول

2294 - ( عن سمرة بن جندب ) : مر مرارا ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أفضل الكلام أربع ) أي : أفضل كلام البشر ، لأن الرابعة لم توجد في القرآن ، ولا يفضل ما ليس فيه على ما هو فيه ، ولقوله - عليه الصلاة والسلام - : " هي أفضل الكلام بعد القرآن وهي من القرآن " أي : غالبها ، ويحتمل أن يتناول كلام الله أيضا فإنها موجودة فيه لفظا إلا الرابعة ، فإنها موجودة معنى وأفضليتها مطلقا ، لأنها هي الجامعة لمعاني التنزيه والتوحيد وأقسام الثناء والتحميد ، وكل كلمة منها معدودة من كلام الله ، وهذا ظاهر معنى ما ورد : وهي من القرآن أي : كلها ، وأما المأثور في وقت أو حال أو نحو ذلك ، فالاشتغال به أفضل من القرآن ، وهو أفضل من التسبيح والتهليل المطلق قاله الطيبي ، وتبعه ابن حجر ، لأنه - عليه الصلاة والسلام - قال : أفضل الذكر بعد كتاب الله : " سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر " والموجب لأفضليتها اشتمالها على جملة أنواع الذكر من التنزيه والتحميد ، ودلالتها على جميع المطالب الإلهية إجمالا ، وورد في أحاديث كثيرة أنهن الباقيات الصالحات ، ولعل وجه تسميتها بالباقيات ، مع أن كل أعمال الآخرة كذلك : مقابلتها للفانيات الفاسدات من المال والبنين في المثل المضروب قبلها إشعارا بأن المال والبنين من أكمل أسباب أرباب الدنيا ، فالمذكور من أفضل عبادات أصحاب العقبي ، فإنها زبدة صفات الله ، وعمدة كلمات الله . قال الطيبي : واحتج بهذا الحديث القائل بأن من حلف لا يتكلم اليوم ; فسبح أو هلل أو كبر أو ذكر الله فإنه يحنث ; وهو قول بعض العلماء ، لأن الكل تام ، وقال ابن حجر : وفي مذهبنا لا حنث لما في الحديث أن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، وإنما يصلح فيها التسبيح والتحميد وغيرها من ذكر الله . . اهـ . وقال علماؤنا : لا تعد في العرف كلاما ، ومبنى الأيمان على العرف . ( سبحان الله ) : تنزيه عن النقص ونعت الحدثان ( والحمد لله ) : توحيد بالجلال والكمال ونعوت الكمال . ( ولا إله إلا الله ) : توحيد للذات وتفريد للصفات ( والله أكبر ) : إثبات الكبرياء والعظمة مع اعتراف بالقصور عن المحمدة قال - صلى الله عليه وسلم - لا أحصي ثناء عليك ، ( وفي رواية ) : لمسلم والترمذي ( أحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله ) أي : أعتقد تنزهه عن كل ما لا يليق بجمال ذاته ، وكمال صفاته ، وهذا بمنزلة التحلية ، ولذا أردفه بما يدل على أنه المتصف بالأسماء الحسنى ، والصفات العلى ، المستحق لإظهار الشكر ، وإبداء الثناء وهو بمنزلة التحلية ، ولذا قال : ( والحمد لله ولا إله إلا الله ) ، ثم أشار إلى أنه متوحد في صفاته السلبية ونعوته الثبوتية ، ثم أومأ إلى أنه لا يتصور كنه كبريائه وعظمة إزاره وردائه بقوله : ( والله أكبر ) : ثم قال : وإن كان هذا الترتيب هو مقتضى مفهوم أهل التأديب والتهذيب لكن لا يضرك بأيهن بدأت ) : قال الطيبي : أن الترتيب المذكور هو العزيمة ، والباقي رخصة ، قال ابن الملك : يعني بدأت بسبحان الله أو بالحمد لله أو بلا إله إلا الله أو بالله أكبر جاز ، وهذا يدل على أن كل جملة منها مستقلة لا يجب ذكرها على نظمها المذكور ; لكن مراعتها أولى ; لأن المندرج في المعارف يعرفه أولا بنعوت جلاله أعني تنزيه ذاته عما يوجب نقصا ، ثم بصفات كمال ، وهي صفاته الثبوتية التي بها يستحق الحمد ، ثم يعلم أن من هذا صفته لا مماثل له ، ولا يستحق الألوهية غيره ، فيكشف له من ذلك أنه أكبر إذ كل شيء هالك إلا وجهه . اهـ . وهو كلام حسن المبتدأ والمنتهى ( رواه مسلم ) .

[ ص: 1593 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية