صفحة جزء
2338 - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " قال الله تعالى : من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ، ما لم يشرك بي شيئا " . رواه في : " شرح السنة " .


2338 - ( عن ابن عباس ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " قال الله تعالى : من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ) : قال الطيبي - رحمه الله - : دل على أن اعتراف العبد بذلك سبب للغفران ، وهو نظير قوله : " أنا عند ظن عبدي بي " : في قوله : " ذو قدرة " تعريض " بالوعيدية " لمن قال : إنه لا يغفر إلا بالتوبة ، ويشهد لهذا التعريض قوله : ( ولا أبالي ) : وأما تقييده بقوله : ( ما لم يشرك بي شيئا ) : فهو لحكمة اقتضته والله أعلم بها ، وإلا فلا مانع من جهة العقل وكمال الفضل ، ولعلها اقتضاء الأسماء الجلالية والصفات الجبروتية من القهار والمنتقم وشديد العقاب وأمثالها ، فلا بد لها من المظاهر لآثار السخط والغضب ، كما أن للأسماء الجمالية والنعوت " الرحموتية " مظاهر ، " وللغفارية والغفورية " مظاهر ممن يذنب ويستغفر فيغفر ، ولحصول الفصل بين الفضل والعدل . . . روي أن حماد بن سلمة عاد سفيان الثوري فقال له سفيان : أترى الله يغفر لمثلي ؟ فقال حماد : لو خيرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوي لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوي ; لأن الله أرحم بي من أبوي . اهـ . وهو جواب في ضمن فصل الخطاب . ( رواه ) أي : البغوي ( في " شرح السنة ) : بإسناده .

التالي السابق


الخدمات العلمية