214 - ( ورواه الدارمي عن مكحول ) : وهو من أجلاء التابعين من سبي كابل ، كان معلم الأوزاعي . قال nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : العلماء أربعة : nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب بالمدينة ، والشعبي بالكوفة ، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن البصري بالبصرة ، ومكحول بالشام ، فلم يكن في زمان مكحول أبصر بالفتيا منه ، وكان لا يفتي حتى يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله . هذا رأيي . والرأي يخطئ ويصيب ، كذا ذكره المصنف ( مرسلا ) : يعني حذف الصحابي ( ولم يذكر ) أي مكحول ( رجلان ) : رفعه على الحكاية ، والمراد هو وما بعده من قوله : أحدهما عابد والآخر عالم ، ولذا قال ( وقال ) أي مكحول رواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحكاية ( فضل العالم على العابد ) : وهو يؤيد الجنسية فيما تقدم ( كفضلي على أدناكم ) أي : أيها الصحابة أو أيها [ ص: 299 ] الأمة ، والثاني أكثر مبالغة ( ثم تلا ) أي : مكحول أو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( هذه الآية ) : استشهادا أو تصديقا ( إنما يخشى الله ) : بالنصب ( من عباده العلماء ) : بالرفع ، والخشية خوف مع التعظيم ، وقرئ في الشواذ برفع الجلالة ونصب العلماء ، أي : يعظم على التجريد ، قيل : استشهاد لبيان علة الفضل لأن العالم الحقيقي أعرف بالله وبجلاله وكبريائه من العابد الذي غلبت عبادته على علمه ، فيكون العالم أتقى . قال تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم ا هـ .
وحاصله أن العلم يورث الخشية وهي تنتج التقوى وهو موجب الأكرمية والأفضلية ، وفيه إشارة إلى أن من لم يكن علمه كذلك فهو كالجاهل ، بل هو الجاهل ، ولذا قيل : ويل للجاهل مرة وويل للعالم سبع مرات وأطبق السلف على أن من عصى الله فهو جاهل لقوله تعالى : إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ( وسرد ) أي : ذكر وأورد مكحول ( الحديث ) أي : بقية الحديث السابق ( إلى آخره ) .